دعوة لإحياء نهج البلاغة: نهضة فكرية مستلهمة من أمير المؤمنين

دعا سماحة المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) إلى نهضة فكرية واسعة لإحياء كتاب “نهج البلاغة”. وأكد أن هذه المبادرة ستكون هدية للإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في ذكرى مولده المبارك. الهدف منها هو شكر الله تعالى على نعمة ولايته (عليه السلام).

وأشار المرجع اليعقوبي إلى أهمية إدراج شرح “نهج البلاغة” ضمن المناهج الأساسية في الحوزة العلمية. وأوضح أن هذا الجهد يشبه إضافة درس تفسير القرآن الكريم، الذي ساهم في إخراج القرآن من عزلته. كما حذر من الوقوع تحت مصداق قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَٰذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا﴾ (الفرقان: 30).

وشدد سماحته على ضرورة إنشاء مراكز ومؤسسات متخصصة لدراسة كلمات أمير المؤمنين (عليه السلام). الهدف هو تعريف العالم بشخصيته العظيمة وسيرته ومواقفه. وأشار إلى أن الأمم المتحدة استفادت سابقًا من عهد الإمام لمالك الأشتر، واعتبرته وثيقة تاريخية لحقوق الإنسان.

جاءت هذه الدعوة خلال كلمة ألقاها سماحته في درس البحث الخارج بمكتبه في النجف الأشرف. المناسبة كانت ذكرى مولد الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام). وأوضح أن الإمام (عليه السلام) هو ترجمان القرآن الكريم، حيث أعطى للقرآن معانيه الحقيقية. وأكد أن كلامه يقع بين كلام الخالق وكلام المخلوقين، دون أي مبالغة.

كما دعا سماحته إلى تصنيف خطب “نهج البلاغة” وكلماته تصنيفًا موضوعيًا. الهدف هو تناول القضايا التي عالجها الإمام (عليه السلام) مثل المعارف الإلهية، الوصايا بالتقوى، الزهد في الدنيا، وسير الأنبياء. وأكد أن هذه المواضيع تتقاطع مع قضايا القرآن الكريم، مما يجعل “نهج البلاغة” مرجعًا غنيًا للباحثين.

وحث المرجع اليعقوبي الخطباء والمبلغين على التركيز على خطب ومواعظ أمير المؤمنين (عليه السلام). الهدف هو تعريف الناس بها والاستفادة منها. كما استشهد بتوصية المحقق الشيخ النائيني (قده) بالإكثار من قراءة خطبة الإمام (عليه السلام) عقب تلاوة سورة التكاثر. وأشار إلى أن هذا التقليد كان شائعًا بين الخطباء قبل أكثر من خمسين عامًا.