معرض بغداد الدولي للكتاب: احتفاءٌ بالثقافة العربية
في إطار تعزيز التبادل الثقافي والفكري بين الدول العربية، استقطبت الدورة الخامسة والعشرون لمعرض بغداد الدولي للكتاب مجموعة من أبرز الفنانين والشعراء والأدباء العرب، مما أضفى على الفعالية زخمًا مميزًا وجوًا ثقافيًا استثنائيًا. تألق في هذا الحدث السيناريست المصري عبد الرحيم كمال، والفنان الكوميدي أكرم حسني، والنجم هاني رمزي، إلى جانب الكاتب الأردني الدكتور أيمن العتوم.
وقد عبّر الشاعر الفلسطيني تميم البرغوثي، في لفتةٍ مميزة، عن بالغ سعادته بلقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، معربًا عن امتنانه للتكريم الذي حظي به. ووصف البرغوثي العراق بأنه صرحٌ شامخ للمقاومة والحرية، مؤكدًا على موقفه الراسخ في دعم القضية الفلسطينية، ورافضًا الاعتراف بالكيان الصهيوني أو ما يُسمى بحل الدولتين. وشدّد على أن الحل العادل يكمن في تحرير فلسطين كاملة، معربًا عن تقديره العميق للعراق وشكره لمواقفه الجريئة، متمنيًا له المزيد من التقدم والازدهار.
سادت أجواءٌ من الحوار الثقافي الخصب فعاليات المعرض، حيث جمعت نخبة من الأصوات الإبداعية ناقشت قضايا فكرية وثقافية هامة، مؤكدةً على ضرورة تعزيز قيم التسامح بين شعوب المنطقة. ومن أبرز هذه الفعاليات، جلسةٌ مميزة أدارها المخرج علي فاضل، شارك فيها الفنان هاني رمزي، حيث استعرض مسيرته الفنية في عالم الكوميديا، متحدثًا عن بداياته الفنية وأعماله الشهيرة، مثل فيلم “عاوز حقي”، مُسلطًا الضوء على دور المسرح في صقل شخصيته الفنية، مُجيبًا على أسئلةٍ حول إمكانية عودته لتقديم أعمال كوميدية مماثلة في المستقبل.
وفي لقاءٍ خاص مع الكاتب والباحث عبد الرحيم كمال، أدارته الإعلامية كاروان الكوره جي، تم التطرق إلى مسلسله التاريخي “الحشاشين”، الذي لاقى اهتمامًا واسعًا في الأوساط الثقافية. وقد تناول كمال في حديثه تاريخ جماعة الحشاشين في القرون الوسطى، موضحًا أن المسلسل يجمع بين الدراما التاريخية والإثارة، بهدف تقديم رؤية جديدة لتلك الحقبة التاريخية، بعيدًا عن الصور النمطية السائدة. وأكد أن الحشاشين يمثلون رمزًا للتحدي والمقاومة في التاريخ العربي، وأن المسلسل يهدف إلى فتح حوارٍ جاد حول التأريخ في العالم العربي، وإلقاء الضوء على جوانب غير معروفة من هذا التاريخ.