حملة وطنية لترشيد استهلاك المياه في العراق: تعاون حكومي وشعبي
أطلقت وزارة الموارد المائية العراقية، اليوم الجمعة، حملة واسعة النطاق تهدف إلى ترشيد استهلاك المياه، في خطوة تأتي استجابة للتحديات المتزايدة التي تواجه الموارد المائية في البلاد. هذه الحملة تأتي في ظل نقص واردات المياه وزيادة الطلب عليها نتيجة النمو السكاني والتغيرات المناخية وارتفاع معدلات التبخر، بالإضافة إلى التوسع في الخطط الزراعية التي تتجاوز أحيانًا الحدود المقررة. وقد دعت الوزارة جميع الوزارات والدوائر الحكومية إلى التعاون الفعّال في تنفيذ هذه الحملة.
وفي تصريح خاص، أوضح غزوان السهلاني، معاون مدير عام الهيئة العامة لتشغيل مشاريع الري في وزارة الموارد المائية، أن الوزارة اتخذت عدة إجراءات لترشيد استهلاك المياه. من بين هذه الإجراءات، التعاون مع وزارة الإعمار والإسكان والبلديات وأمانة بغداد لضمان الالتزام بالحصص المائية المقررة لمجمعات المياه وساعات التشغيل المحددة لكل فرد في المدن والقرى. وأكد السهلاني أن مياه الشرب تمثل نسبة كبيرة من الاستهلاك المائي، مما يستدعي اتخاذ تدابير فعّالة لترشيدها.
كما أشار السهلاني إلى إزالة التجاوزات المتعلقة ببحيرات الأسماك والحصص المائية في المنافذ السياحية والمضخات، بالإضافة إلى رفع تجاوزات الملوثات البيئية. وأكد على أهمية استخدام تقنيات الري الحديثة، مشيرًا إلى زيادة عدد مستخدمي هذه التقنيات في الفترة الأخيرة مقارنة بالسنوات السابقة. وأوضح أن الوزارة قامت بتبطين الجداول بالخرسانة لتقليل الضائعات، مما ساهم في تقليل كميات المياه المطلقة من السدود والحفاظ على خزين مائي مضاعف مقارنة بالعام الماضي، رغم زيادة الخطة الزراعية.
ورغم هذه الجهود، شدد السهلاني على ضرورة تعزيز التعاون مع دوائر الزراعة لتحديد الخطط الزراعية وتوفير أجهزة الري الحديثة، وكذلك مع دوائر الماء لترشيد الاستهلاك والالتزام بساعات التشغيل لمجمعات المياه. كما دعا جميع الدوائر والحكومات المحلية في المحافظات إلى الاستمرار في رفع تجاوزات الملوثات البيئية لضمان نجاح الحملة وتحقيق أهدافها.