بركات يوم عرفة: محطة روحانية للتطهير والمغفرة

بركات يوم عرفة: محطة روحانية للتطهير والمغفرة

يوم عرفة هو يوم عظيم لتطهير القلوب وسمو الأرواح. يغفر الله فيه الذنوب ويعتق العباد من النار. كما يستجيب فيه الدعاء ويضاعف الأجر لمن يتقرب إليه بالطاعات. وتزداد البركة خاصة بزيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام)، حيث تعادل هذه الزيارة آلاف الحج والعمرة.

قال تعالى في كتابه الكريم: “فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُواْ اللّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ”.

فضائل يوم عرفة في كلام النبي

عند الحديث عن فضائل يوم عرفة، لا نجد عبارات أجمل مما روي عن النبي (صلوات الله عليه وآله). فقد قال: “إن الله يعتق عبيده من النار ويباهي بهم أمام الملائكة”.

وقال أيضًا: “إن ليلة عرفة يُستجاب فيها ما دعا من خير، وللعامل فيها بطاعة الله تعالى أجر سبعين ومائة سنة، وهي ليلة المناجاة، وفيها يتوب الله على من تاب”.

ما أجمل هذا التكامل الروحي والنفسي الذي نحظى به في هذا اليوم!

فوائد صيام يوم عرفة

منح الله تعالى لنا فرصة لنحصل على الفيوضات الإلهية من الغفران للذنوب والتطهير. ونستطيع من خلالها الحصول على الدرجات العلى في الآخرة.

روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن الله يكفر بصوم يوم عرفة السنة التي قبلها. وبالإضافة إلى هذه الفائدة الروحية، فللصيام فوائد جسدية عديدة. فهو يساعد على التخلص من السموم في الجسم. كما يمنح الجسم فترة راحة من الطعام.

فضائل الدعاء والمناجاة في يوم عرفة

يتميز يوم عرفة بوفرة الأدعية والمناجاة العذبة. وتتوفر هذه الأدعية في كتب الزيارات والدعاء المختلفة.

كما تتيح هذه المناسبة الصلاة تحت السماء في أجواء روحية فريدة. وهي أجواء لا يمكن أن تجدها في أي يوم آخر من أيام السنة.

زيارة الإمام الحسين في يوم عرفة

يعتبر قبر أبي الأحرار الحسين (عليه السلام) أفضل مكان للحصول على التكامل الروحي في يوم عرفة. فقد ثبت أن التواجد في هذا اليوم المقدس عند الحسين أعظم عند الله من الوقوف على جبل عرفات.

ومع ذلك، فإن هذا لا يلغي أهمية الحج كركن من أركان الدين. فأفضلية الحسين لا تنفي وجوب الحج على من استطاع إليه سبيلا. لكن من لم يستطع الوصول لجبل عرفات، فقد جعل الله له مكانًا أسمى للحصول على بركة هذا اليوم الفضيل.

فضائل خاصة لزيارة الحسين في يوم عرفة

ثواب ألف حجة وعمرة

قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال: «أحسنت يا بشير، أيما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفًا بحقه في غير يوم عيد كتبت له عشرون حجة وعشرون عمرة مبرورات متقبلات، وعشرون غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل، ومن أتاه في يوم عرفة عارفًا بحقه كتبت له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل». قال فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف؟ قال فنظر إلي شبه المغضب ثم قال: «يا بشير، إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة واغتسل بالفرات ثم توجه إليه، كتب الله (عز وجل) له بكل خطوة حجة بمناسكها، – ولا أعلمه إلا قال: وغزوة.

عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة، فأقبل إلي بوجهه فقال: يا بشير، أ حججت العام؟ قلت: جعلت فداك لا، ولكني قد عرفت بالقبر قبر الحسين (عليه السلام). فقال: «يا بشير، والله ما فاتك شيء مما كان لأصحاب مكة بمكة». قلت: جعلت فداك، فيه عرفات فسره لي. فقال: «يا بشير، إن الرجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات ثم يأتي قبر الحسين (عليه السلام) عارفًا بحقه، فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة، ومائة عمرة مبرورة، ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعدى عدو له. يا بشير، اسمع وأبلغ من احتمل قلبه: من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كان كمن زار الله (تبارك وتعالى) في عرشه».

نظر الله للزائرين قبل الحجاج

عن علي بن أسباط عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: “إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين عشية عرفة”. وعندما سُئل: “قبل نظره إلى أهل الموقف؟” أجاب: “نعم”.

تطهير القلب بالزيارة

روى داود الرقي أنه سمع الصادق والكاظم والرضا (عليهم السلام) يقولون: “من أتى الحسين يوم عرفة، قلبه الله ثلج الفؤاد” – أي طهر قلبه حتى يصير أبيض شفافًا كالثلج.

التجلي الإلهي للزائرين

عن بشير الدهان قال قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): ربما فاتني الحج فأعرف عند قبر الحسين (عليه السلام)، قال: «أحسنت يا بشير، أيما مؤمن أتى قبر الحسين (عليه السلام) عارفًا بحقه في غير يوم عيد كتبت له عشرون حجة وعشرون عمرة مبرورات متقبلات، وعشرون غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل، ومن أتاه في يوم عرفة عارفًا بحقه كتبت له ألف حجة وألف عمرة مبرورات متقبلات، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل». قال فقلت له: وكيف لي بمثل الموقف؟ قال فنظر إلي شبه المغضب ثم قال: «يا بشير، إن المؤمن إذا أتى قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة واغتسل بالفرات ثم توجه إليه، كتب الله (عز وجل) له بكل خطوة حجة بمناسكها، – ولا أعلمه إلا قال: وغزوة -».

عن بشير الدهان قال: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) وهو نازل بالحيرة وعنده جماعة من الشيعة، فأقبل إلي بوجهه فقال: يا بشير، أ حججت العام؟ قلت: جعلت فداك لا، ولكني قد عرفت بالقبر قبر الحسين (عليه السلام). فقال: «يا بشير، والله ما فاتك شيء مما كان لأصحاب مكة بمكة». قلت: جعلت فداك، فيه عرفات فسره لي. فقال: «يا بشير، إن الرجل منكم ليغتسل على شاطئ الفرات ثم يأتي قبر الحسين (عليه السلام) عارفًا بحقه، فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة، ومائة عمرة مبرورة، ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعدى عدو له. يا بشير، اسمع وأبلغ من احتمل قلبه: من زار قبر الحسين (عليه السلام) يوم عرفة كان كمن زار الله (تبارك وتعالى) في عرشه».

غفران الذنوب المتكامل

روى حنان بن سدير عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا كان يوم عرفة اطلع الله (تبارك وتعالى) على زوار قبر الحسين (عليه السلام) فقال لهم: استأنفوا قد غفرت لكم»، ثم يجعل إقامته على أهل عرفات.

وعن محمد بن الحسن العرزمي عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «إذا كان يوم عرفة نظر الله إلى زوار قبر الحسين بن علي (عليه السلام) فيقول: ارجعوا مغفورًا لكم ما مضى، ولا يكتب على أحد منهم ذنب سبعين يومًا من يوم ينصرف».

بديل للحج للمعسرين

ولمن لا يستطيع أداء الحج، فإن زيارة الحسين في عرفة تعد بديلاً مجزياً. فقد ورد عن يسار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «من كان معسرًا فلم يتهيأ له حجة الإسلام فليأت قبر أبي عبد الله (عليه السلام) ليعرف عنده، فذلك يجزيه من حجة الإسلام. أما إني لا أقول يجزي ذلك من حجة الإسلام إلا لمعسر، فأما الموسر إذا كان قد حج حجة الإسلام فأراد أن يتنفل بالحج أو العمرة ومنعه من ذلك شغل دنيا أو عائق، فأتى الحسين (عليه السلام) في يوم عرفة أجزأه ذلك من أداء حجته وعمرته، فضاعف الله ذلك أضعافًا مضاعفة». قال قلت: كم تعدل حجة وكم تعدل عمرة؟ قال: «لا يُحصى ذلك». قلت: مائة؟ قال: «ومن يحصي ذلك». قلت: ألف؟ قال: «وأكثر». ثم قال: «”وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها” إن الله واسع كريم».

إغلاق