دراسة روسية جديدة تكشف الآثار طويلة المدى لكارثة نيزك تونغوسكا على البيئة المائية

دراسة روسية جديدة تكشف الآثار طويلة المدى لكارثة نيزك تونغوسكا على البيئة المائية

أجرى علماء من جامعة سيبيريا الفيدرالية ومعهد الفيزياء الحيوية دراسة متعمقة حول كارثة تونغوسكا. وبالتحديد، ركزوا على تأثير انفجار النيزك على الأنظمة البيئية للمسطحات المائية القريبة من موقع الحدث.

وفي الوقت نفسه، وسع الباحثون نطاق دراستهم ليشمل تأثير التغيرات المناخية على التنوع البيولوجي في هذه المناطق. حيث يعتبر هذا التوجه البحثي أساسياً لفهم الآثار المتداخلة للأحداث الكارثية والتغيرات المناخية.

أوضح الفريق البحثي أنهم استخدموا تقنيات متطورة لتتبع التغيرات المناخية في شرق سيبيريا. ومن خلال ذلك، تمكنوا من رصد هذه التغيرات على مدى ألفي سنة ماضية.

واعتمد الباحثون بشكل أساسي على تحليل بقايا حبوب اللقاح القديمة والعوالق والحشرات. وبالإضافة إلى ذلك، درسوا الرواسب السفلية لبحيرة زابوفيدنوي في إقليم كراسنويارسك.

ومما يجدر ذكره أن هذه البحيرة تقع على حدود التربة الصقيعية، وبالتالي تنعكس فيها التحولات الطبيعية بقوة أكبر. كما أنها تقع قريباً من مركز انفجار نيزك تونغوسكا الشهير.

توصل العلماء إلى اكتشاف مثير للاهتمام حول تأثير نيزك تونغوسكا. فقد اتضح لهم أن عواقب هذا الحدث الكارثي استمرت لفترة طويلة جداً تصل إلى نصف قرن.

وعلاوة على ذلك، تمكن الفريق من تحديد بدايات فترات مناخية مهمة في تاريخ المنطقة. وتحديداً، رصدوا بداية المناخ الأمثل في العصور الوسطى، والعصر الجليدي الصغير.

وبالإضافة إلى هذه الاكتشافات، وثق الباحثون أيضاً بدايات ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي الحديث في المنطقة. مما يوفر سجلاً تاريخياً قيماً للتغيرات المناخية.

صرح البروفيسور دينيس روغوزين، نائب مدير المعهد للشؤون العلمية، بأهمية التقنية المستخدمة في البحث. وأكد في تصريحاته أن هذه التقنية تعتمد على أساليب طورها علماء روس.

وأوضح روغوزين قائلاً: “تعتمد هذه التقنية على تحليل الرواسب المتراكمة في قاع البحيرة”. ومن ثم أضاف أنها تستخدم بقايا النباتات والحيوانات القديمة كمؤشرات حيوية.

وفي النهاية، أشار البروفيسور إلى أن التحليل يشمل فحص جزيئات حبوب لقاح النباتات وبقايا العوالق. وهكذا، اتضح للفريق البحثي أن تحليل التربة السفلية يعد أسلوباً واعداً يوفر كمية هائلة من المعلومات القيمة.

إغلاق