وزير التعليم العالي يعلن تشكيل لجان لإعادة تقييم مناهج اللغة العربية

كشف وزير التعليم العالي والبحث العلمي نعيم العبودي اليوم الأحد عن خطة شاملة. تتضمن الخطة إعادة تقييم مناهج اللغة العربية من خلال لجان متخصصة خلال الشهرين المقبلين.

قال العبودي في كلمة خلال حفل تكريم الفائزين بجائزة الوزارة في اللغة العربية وآدابها إن الوزارة ستخطو خطوة مهمة. أوضح أن الهدف الأساس منذ تسلم مهام الوزارة هو إعادة قراءة المناهج من جديد.

أكد الوزير إبراز مكانة اللغة العربية وعلاقتها بالعلوم الأخرى. تشمل هذه العلوم الفلسفة وعلم الأصول وغيرها من التخصصات المهمة.

شدد العبودي على تشكيل لجان من المختصين في غضون الشهرين القادمين. بين أن الوزارة ستضع الحجر الأساس لإعادة قراءة مناهج اللغة العربية. أشار إلى أن الهدف من هذه الخطوة تأهيل خريجي اللغة العربية للمنافسة والتفوق في جميع المحافل والميادين.

أوضح الوزير أن تكريم العاملين في ميدان اللغة العربية ليس احتفاءً بأشخاصهم فحسب. بل هو احتفاء باللغة نفسها التي حملت الحضارة وصاغت الوجدان منذ إشراقة الحرف الأول.

تابع العبودي أن جائزة التعليم العالي للغة العربية وآدابها تمثل أحد المسارات المهمة. تهدف إلى تجسيد التزام الوزارة بهذا الحقل التخصصي من خلال توفير بيئة تنافسية. تحتضن هذه البيئة الباحثين والدارسين والطلبة.

أضاف أن الجائزة تشجع على تقديم المقاربات العلمية والأدبية والنقدية. تهدف هذه المقاربات إلى استكشاف آفاق النص وتحليل بنيته الخطابية. كما تسعى إلى توظيف أدوات التأويل لاكتشاف بؤرة المعنى.

أشار الوزير إلى أن هذه الجائزة تمثل حلقة من سلسلة الجوائز العلمية والأكاديمية. تنطلق من فلسفة مؤسسية تؤمن بأن تكريم الباحثين والطلبة استثمار في العقول. كما يمثل تحفيزاً للطاقات وترسيخاً لثقافة الإبداع العلمي والأدبي.

بين العبودي أن من أبرز الجوائز العلمية جائزة يوم العلم العراقي. تحتفي هذه الجائزة بالمنجز البحثي المتميز. كما تشمل جائزة التميز لمطوري الذكاء الاصطناعي التي تعكس الانفتاح على آفاق الثورة الرقمية.

أوضح أن جائزة الإبداع والتميز لكليات المجموعة الطبية تحتفي بالريادة في الطب والعلوم الصحية. إضافة إلى جائزة البحث العلمي المتميز التي اكتملت آلياتها بالتنسيق مع اتحاد مجالس البحث العلمي العربية.

لفت إلى أن جائزة التعليم العالي للقراءة تبرز كمبادرة نوعية رائدة. تحمل رسالة ثقافية تتجاوز حدود القاعات الدراسية. تجمع في نسختها الثالثة بين طلبة الدراسات الأولية والعليا والطلبة الدوليين.

أكد العبودي أن وزارة التعليم العالي تواصل بناء بيئة أكاديمية محفزة للإبداع. ترتبط هذه البيئة بمختلف حقول المعرفة والبحث والتطوير. تسعى لترسيخ مناخ الوعي المستدام الذي يحمله الأكاديميون العراقيون.

أردف قائلاً إن الوزارة تتجه منذ ثلاث سنوات إلى تعزيز المناخ الثقافي والأكاديمي. تعمل على تعضيد مكانة الجامعات العراقية عالمياً من خلال منجزات نوعية رائدة. تحققت هذه المنجزات لأول مرة في تاريخ وزارة التعليم العالي.

تابع أن الجامعات تشهد تطوراً مستمراً في العملية التعليمية. كما تحقق ارتقاءً ملحوظاً في مستوى الجودة الأكاديمية. نجحت في استقطاب طلبة دوليين من 47 دولة حول العالم للدراسة في الجامعات العراقية.

أوضح أن الجامعات تشهد استحداث كليات وأقسام علمية حديثة. تحقق قفزات مهمة في التصنيفات العالمية وزيادة إنتاج البحث العلمي التخصصي. ترتفع مؤشرات النشر العالمي للبحوث العراقية والتوسع في المجلات الجامعية المتخصصة.

اختتم العبودي بتأكيد أن ما تحقق في هذه المرحلة يمثل جزءاً من مسار استراتيجي. وضع هذا المسار الجامعات والمؤسسات في الموقع المناسب على خارطة المعرفة العالمية. مكن الملاكات العلمية والطلبة من الإسهام في ريادة الأفكار والمشاريع والإنجازات.

أكد الاستمرار في دعم المبدعين ورعاية البحث العلمي. أعرب عن الالتزام بترسيخ بيئة أكاديمية تليق بتاريخ العراق وحضارته. تفتح هذه البيئة أمام الأجيال أبواب المستقبل بثقة واعتزاز.