العراق يستعد لثورة الطاقة المتجددة: إمكانات شمسية استثنائية ودعم دولي

كشف تقرير تقييم انتقال الطاقة عن إمكانات هائلة للعراق في مجال الطاقة المتجددة. يتمتع العراق بمستويات إشعاع شمسي مرتفعة جداً، إذ تتجاوز 2,000 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع سنوياً. هذه المستويات من الأعلى في المنطقة. ويمكن للعراق أن يحقق نمواً كبيراً في قطاع الطاقة النظيفة إذا استثمر هذا المورد بفعالية.

صرح فرانشيسكو لاكاميرا خلال مؤتمر صحفي في بغداد بأن دعم وزارتي النفط والكهرباء مكّن من إعداد التقرير بدقة. كما أوضح أن هذه الجهود تعكس قيادة واضحة من الجهات العراقية. جميع الجهات دعمت عملية انتقال عادلة للطاقة. الهيئة الدولية وفرت دعمها الفني وشاركت رؤى إقليمية وعالمية. كما ساهمت في تنظيم مشاورات ضمّت مجموعة كبيرة من الأطراف المحلية.

من نقاط قوة التقرير اعتماده على منهجية علمية دقيقة. التوصيات تمت مناقشتها وصقلها بشكل مشترك مع جميع الجهات المعنية. أشار لاكاميرا إلى أن نشر التقرير جاء في توقيت ملائم. إذ تسعى العديد من الدول لتعزيز أمن الطاقة في ظل الاضطرابات الإقليمية والعالمية. لذلك، تمثل الطاقة المتجددة الخيار الأنسب من حيث التكلفة وتحقيق أهداف المناخ وأمن الطاقة.

أكد التقرير أن استمرار الاقتصاد العراقي يعتمد على إدارة موارده الطاقوية. إذا تمت تنسيق الجهود وإعادة هيكلة الأطر التنظيمية ودعم الاستثمار، سيحقق العراق تقدماً في استدامة الطاقة. العراق يمتلك قدرة مركّبة حالياً تبلغ 1,598 ميغاواط من مصادر الطاقة المتجددة. هناك كذلك خطط مستقبلية لزيادتها بنسبة 26% من خلال مشاريع جديدة.

العراق يقف اليوم عند مفترق طرق مهم. على الرغم من الإمكانات الكبيرة، لا يزال الاعتماد الرئيسي على الوقود الأحفوري. أكثر من 98% من خليط الطاقة يعتمد على النفط والغاز. مع ذلك، فإن تطوير الطاقة الشمسية وطاقة الرياح يمكن أن يقلل من هذا الاعتماد. مناطق مثل ميسان والشهابي توفر فرصاً مهمة لطاقة الرياح وتعزز تنوع مصادر الطاقة المحلية.

لتحقيق تحول ناجح في الطاقة المتجددة، يجب تحديث شبكة الكهرباء وتوفير الحوافز المالية. يتطلب الأمر أيضاً تعزيز ثقة المستثمرين. تأسيس هيئة للطاقة المتجددة وسن قانون وطني للطاقة يخلق بيئة مناسبة للاستثمار والابتكار.

اختتم لاكاميرا تصريحاته بالتأكيد على وجود فرص كثيرة أمام العراق. قال: “نحن ملتزمون بدعم العراق لتحقيق إمكاناته في الطاقة المتجددة”. يرى أن البناء على التوصيات سيمكن العراق من تحقيق تقدم مستدام وأهداف مناخية محلية وعالمية.