العراق يطلق استراتيجية الطاقة الشمسية الجديدة لتحويل منظومة الكهرباء الوطنية

كشف الفريق الوطني لمشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، اليوم الاثنين، عن حصول استراتيجية وطنية جديدة على دعم حكومي واسع. وتسعى هذه الخطة الطموحة إلى تغيير جذري في هيكل الطاقة العراقي من خلال دمج الطاقة الشمسية في الشبكة الوطنية.

وأعلن نصير كريم قاسم، رئيس الفريق الوطني لمشاريع الطاقة، أن الحكومة تقدم دعماً قوياً لهذه الاستراتيجية التحويلية. وتركز الخطة على إقامة محطات شمسية استراتيجية ضخمة ودمجها بالمنظومة الوطنية للطاقة. ودشن رئيس الوزراء المرحلة الافتتاحية لمشروع محطة كهرباء شمس البصرة بقدرة ألف ميغاواط. وانطلقت أعمال بناء الجزء الأول بقدرة 250 ميغاواط. وستربط هذه المرحلة مباشرة مع شبكة الضغط العالي.

كما يشمل المحور الثاني للخطة إدخال أنظمة الطاقة الشمسية في شبكة التوزيع. وتغطي هذه الأنظمة كافة قطاعات الاستهلاك مع التركيز على القطاع الحكومي أولاً. وسيشهد تركيب منظومات شمسية على المباني الحكومية توسعاً كبيراً. حيث يمتد المشروع ليشمل القطاع السكني بمساندة مبادرة البنك المركزي العراقي.

وتمثل الطاقة الشمسية حلاً بيئياً نظيفاً خالياً من الانبعاثات الضارة. وتساعد في مواجهة تحديات التغير المناخي التي تواجه العراق بشدة. كما يعاني البلد من موجات حر قياسية خلال السنوات الماضية.

وأوضح قاسم أن الطلب على الطاقة يشهد ارتفاعاً مستمراً في البلاد. ويساهم النفط بنسبة 40 إلى 50% من إجمالي منظومة الطاقة. كما تلعب الطاقة الشمسية دوراً محورياً في تقليل الأحمال الكهربائية. ويظهر تأثيرها بوضوح في مناطق الاستهلاك الكثيف خلال ساعات النهار الذروة، خاصة بأشهر الصيف الحارة.

وتحقق الطاقة الشمسية وفورات اقتصادية هائلة بفضل تكلفتها المنخفضة. ويصل سعر إنتاج الميغاواط/ساعة إلى 20 دولاراً فحسب. ويقل هذا السعر بشكل كبير عن تكلفة الإنتاج بالوقود التقليدي التي تتجاوز 100 دولار للكمية نفسها. حيث يوفر المشروع فوائد بيئية واقتصادية وتقنية متعددة.

كما يسعى المشروع الذي طوره الفريق الوطني إلى ربط الطاقة الشمسية بإدارة الأحمال المتقدمة. وسيستخدم عدادات ومقاييس ذكية في جميع المحافظات العراقية. ويستهدف المشروع ضمان إمداد كهربائي مستمر طوال اليوم. وسيتحقق هذا الهدف من خلال دمج فعال وذكي للطاقة الشمسية في الشبكة الوطنية.