مدير معهد التراث: أسبوع الإمامة يستعرض جانب مغيب من فكر أهل البيت

تستعد العتبة العباسية المقدسة لإطلاق النسخة الثالثة من أسبوع الإمامة العلمي الدولي. يتضمن الحدث اثني عشر مؤتمرًا علميًا مع فقرات فكرية متنوعة. تناقش الفعاليات عشرات البحوث المتخصصة في فكر أئمة أهل البيت.
تنطلق فعاليات الأسبوع في 17 ذي الحجة 1446هـ. يوافق ذلك 14/6/2025 بالتقويم الميلادي. تشارك في الحدث مجموعة من الدول العربية والإسلامية المختلفة.
اختارت اللجنة المنظمة شعار “النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان” للنسخة الحالية. تحمل الفعاليات عنوان “وصايا الأئمة رشد وتقوى” كمحور رئيسي للمناقشات.
التقى المركز الخبري التابع لقسم الإعلام في العتبة العباسية المقدسة، مع الدكتور السيد عبد الحكيم الصافي، مدير المعهد العالي للتراث بالعتبة المقدسة بخبرة واسعة. قدم خلال اللقاء شرحًا مفصلًا عن أهداف أسبوع الإمامة وبرامجه:
– لماذا أسبوع الإمامة؟
الإمامة من المناصب الإلهية وقد وردت في القرآن الكريم، وقد قال الله تعالى في محكم كتابه: (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنْ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا)، هذه الكلمات التي ابتُلي بها إبراهيم لكي يصل إلى منزلة الإمامة، ذلك المنصب الإلهي العظيم الذي لا يبلغه إلا الإنسان الذي اُختبر اختبارات كثيرة حتى يصل إلى تلك المنزلة، لذلك عُقد هذا الأسبوع لتسليط الضوء على زوايا هذه المفردة ومعرفتها ومعرفة أبعادها وأشخاصها.
– كيف ترى استعدادات العتبة العباسية المقدسة لاستقبال هذا الأسبوع؟
بذلت تشكيلات العتبة العباسية المقدسة كل حسب تخصّصه جهودًا كبيرة لإقامة فعاليات الأسبوع، فالباحثون يستعدون للمشاركة وإلقاء بحوثهم، وكذلك اللجان العلمية تستعد لتنظيم المؤتمر من حيث الأمور الإدارية واللوجستية، فهناك رصد علمي للبحوث التي تُلقى وكيفية إلقاءها، واللغة التي تُطرح بها وما شابه ذلك.
– ما رسالة العتبة العباسية المقدسة من الأسبوع؟
الرسالة التي ينبغي أن تُقدّم، هي معرفة الأئمة (عليهم السلام)، ومعرفة زوايا حياتهم المشرقة، والقيم والمبادئ التي كانوا يعيشونها، لتُخلد هذه المبادئ في نفوس الأمة، إذا لابد أن نعرف حياتهم ونسلط الضوء على فكرهم ليكونوا لنا قدوة صالحة.
– ما دوركم في أسبوع الإمامة؟
الهيأة العليا لإحياء التراث أخذت على عاتقها الجانب العلمي والفكري في مراجعة تلك البحوث ومتابعتها، إضافة إلى لجان أخرى من أقسام العتبة العباسية المقدسة لهم دور في مراجعة تلك البحوث وتقويمها علميًّا.
– كيف ترى المشاركة العربيّة والعالميّة في أسبوع الإمامة مقارنةً بالمشاركات الداخليّة؟
البحوث المقدمة لا تقتصر على جمهورية العراق فقط، بل على بلدان عربية وإسلامية عدة شاركت في جملة من البحوث الجيدة والمهمة، وقد قُدّمت إلى اللجنة العلمية، وكانت بحوثًا جيدة يمكن أن تضيف مساهمة قيمة للمشاركة في هذا الأسبوع.
– البحوث التي قُدّمت هل ستثري المكتبة الاسلامية؟
إنّ أي جهد إنساني يتعلق بالأئمة (عليهم السلام) وبسيرتهم العطرة، ولا سيّما إذا كان يسلط الضوء على جانب أغفل عنه، قطعًا أنّه سيثري المكتبة الإسلامية وإن كان ذلك الإثراء بشيء بسيط، فضلًا عن البحوث الجيدة والعميقة، إذ توجد بحوث قُدّمت بيّنت زوايا مهمة ودقيقة من شأنها أن تثري المكتبة الإسلامية بمعلومات وإضافات جيدة جدًّا.
– كيف ترى جهد العتبة العباسية المقدسة في إغناء المكتبة الشيعية وإعادة مجدها بعد ما عانت بالقرن الخامس من الحرق والتخريب؟
المكتبة الشيعية مرّت بمحن كثيرة، والشيخ الطوسي قد تعرضت مكتبته للحرق واضطر للهجرة إلى النجف الأشرف، وجاء من بغداد إلى النجف فازدهرت بوجوده الحوزة العلمية فظهرت المصنفات والمؤلفات، وأخذ علماء الإمامية يفيضون برشحات علومهم ويغنون المكتبة الإسلامية بما جادت به أناملهم المباركة، إلا أنّ هذه الكتابات بقي أغلبها حبيسة الرفوف والمكتبات ولم تخرج إلى النور، وكثير من هذه الكتب تعرض إلى التلف والإحراق المتعمد من السلطات الجائرة، وبعد تغيير النظام انبرت العتبات المقدسة ومنها العتبة العباسية المقدسة التي بذلت جهودًا كبيرة في إحياء هذا التراث، فأُسّست المراكز العلمية والتراثية والبحثية في كربلاء المقدسة ومحافظات أُخر؛ لإخراج هذا الإرث العلمي للعلماء، الذي يمثل كنوزًا معرفية ينبغي أن تظهر إلى الأجيال والاستفادة منها سواء كانت في مجال الفقه والأصول والسيرة والعقائد وما شابه ذلك من العلوم التي من شأنها أن تثري وتغني المكتبة الإسلامية، فكان للعتبة المقدسة دور مهم جدًّا في إحياء هذا التراث وإخراجه إلى النور.
– من وجهة نظركم كباحثين ومحققين ورجال دين، كيف تقيّمون النسختين الأولى والثانية من الأسبوع؟
المشروع بصورة عامة في غاية الأهمية، والمحاور التي تضمّنها جيدة ودقيقة، السنة الأولى ناجحة، والثانية كان نجاحها أكبر، والبحوث التي أُلقيت كانت أجود، وسلطت الضوء على جوانب مهمة ومشرقة، والنسخة الثالثة ستكون مميّزة وتلبي طموحات العتبة المقدسة.
– كلمة ترحب بها بضيوف المؤتمر.
نتقدم بأسمى آيات الشكر والتقدير لكل المشاركين والحاضرين الذين تجشّموا عناء السفر للحضور في أسبوع الإمامة.