آية الله اليعقوبي يسلط الضوء على مكانة ولاية الإمام علي (ع) في القرآن والسنة

آية الله اليعقوبي يسلط الضوء على مكانة ولاية الإمام علي (ع) في القرآن والسنة

شرح آية الله الشيخ محمد اليعقوبي أهمية ولاية الإمام علي (عليه السلام) في القرآن والسنة. وقد قدم سماحته هذا الشرح خلال خطبة عيد الأضحى المبارك أمام المؤمنين في النجف الأشرف يوم 7 يونيو 2025. واكتسبت الخطبة أهمية خاصة بسبب توقيتها ومضمونها العقائدي المهم.

ركز آية الله اليعقوبي بشكل أساسي على الآية الكريمة: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}. وبالتالي، أوضح أن هذه الآية تحدد بدقة صاحب الحق الإلهي في قيادة الأمة.

بيّن سماحته أن كلمة “إنما” تفيد الحصر بشكل قاطع. وعليه، فهي تحصر حق الولاية بالله تعالى أولاً، ثم النبي (صلى الله عليه وآله) ثانياً، ثم فئة خاصة من المؤمنين أخيراً.

أكد سماحته أن المقصود بالولاية هو تدبير أمر الأمة ومصالحها بشكل شامل. وبناءً على ذلك، ربط هذا المفهوم بقوله تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}.

ذكر آية الله اليعقوبي، علاوة على ذلك، أن النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ إقرار المسلمين يوم الغدير بقوله: “ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟”

نقل سماحته، إضافة إلى ما سبق، تفسير الإمام الصادق (عليه السلام) لآية الولاية: “إنما يعني أولى بكم أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم.”

أشار آية الله اليعقوبي بوضوح إلى الروايات المتواترة التي تؤكد نزول هذه الآية في شأن الإمام علي (عليه السلام). ومن ثم، أوضح أن هذا الحدث وقع عندما تصدق الإمام علي بخاتمه وهو في حالة الركوع.

استشهد سماحته، فضلاً عن ذلك، بما ورد في “الدر المنثور” عن ابن عباس حول هذه الحادثة التاريخية. كما ذكر أيضاً احتجاج الإمام علي (عليه السلام) بهذه الآية يوم الشورى.

أكد آية الله اليعقوبي بقوة أن الولاية تمثل ركناً أساسياً من أركان الدين. ونتيجة لذلك، استدل بحديث الإمام الباقر (عليه السلام): “بُني الإسلام على خمسة: الصلاة، الزكاة، الصوم، الحج، والولاية.”

بيّن سماحته، في السياق نفسه، أن الأعمال يرفضها الله بدون ولاية أهل البيت (عليهم السلام). واستناداً إلى ذلك، اعتمد على رواية أخرى عن الإمام الباقر (عليه السلام).

دعا آية الله اليعقوبي المؤمنين للتعرف على أولي الأمر الحقيقيين بدقة. وهكذا، نقل رواية مهمة من “الكافي” عن الإمام الصادق (عليه السلام): “أعرفوا الله بالله والرسول بالرسالة وأولي الأمر بالأمر بالمعروف والعدل والإحسان.”

أوضح سماحته، بعد ذلك، أن هذه الصفات تجسد أولويات ولي الأمر ووظائفه الأساسية. ومن هنا، أشار إلى أن الإمام علي (عليه السلام) جسد هذه الصفات النبيلة بإحسانه للناس حتى وهو في حال الصلاة.

ختم آية الله اليعقوبي خطبته، في النهاية، بالدعوة القوية للتمسك بولاية أهل البيت (عليهم السلام). وفي الوقت نفسه، حذر المؤمنين من موجبات الحرمان منها، وخاصة تشويه سمعة المؤمنين.

نقل سماحته، في ختام كلامه، حديثاً مهماً من “الكافي” يحذر من خطورة الافتراء على المؤمنين. وأخيراً، يؤكد هذا الحديث الشريف أن الله يخرج مرتكب هذا الفعل المشين من ولايته إلى ولاية الشيطان.

إغلاق