بغداد تستعيد دورها الريادي بعودة مقر البحث العربي وتخصيص ملياري دينار لدعمه

بغداد تستعيد دورها الريادي بعودة مقر البحث العربي وتخصيص ملياري دينار لدعمه

أعلن نعيم العبودي وزير التعليم العالي العراقي، اليوم الجمعة استعادة بغداد لريادتها العلمية. ويأتي هذا الدور من خلال احتضانها مجدداً لمقر اتحاد مجالس البحث العلمي العربية.

رحب العبودي في البداية بالضيوف العرب المشاركين في حفل الافتتاح. وبعد ذلك، وصف بغداد بأنها “عاصمة التاريخ والمعرفة والعلوم وحاضرة الأدب وشاهدة الحضارة الأولى والحرف الأول”.

اعتبر الوزير بالتأكيد أن هذا اليوم يمثل حدثاً استثنائياً بكل المقاييس. ومن ثم، أوضح أن الافتتاح يحمل من الدلالات ما هو أعمق من المناسبات الرسمية المعتادة.

شدد العبودي على أن عودة المقر ليست مجرد انتقال إداري فقط. بل على العكس، هي استعادة لدور ريادي لبغداد صاحبة المبادرة بتأسيس الاتحاد منذ خمسين عاماً.

أبرز الوزير أيضاً الجهود المؤسسية الرصينة التي بذلتها وزارة التعليم العالي. وعلى وجه الخصوص، أولت الوزارة اهتماماً كبيراً بإعادة تأهيل المقر وأعمال الترميم الشاملة.

كشف العبودي بالإضافة إلى ذلك عن تأمين دعم مالي للاتحاد بحدود ملياري دينار عراقي. والواقع أن هذا التمويل يأتي من صندوق التعليم العالي في مركز الوزارة.

أشار الوزير كذلك إلى دعم مجلس الوزراء العراقي للمبادرة منذ البداية. علاوة على ذلك، وافق المجلس على تخصيص مساهمة عراقية بنسبة 50% من موازنة الاتحاد السنوية.

يأتي هذا الحدث بناءً على ذلك في سياق تحولات مهمة تشهدها منظومة التعليم العالي العراقية. ونتيجة لهذه السياسة، نجحت الوزارة في فتح بوابة تدويل التعليم وإرساء التفاهم المشترك مع الجامعات العربية والأجنبية.

أوضح العبودي فضلاً عن ذلك نجاح العراق في استقطاب أكثر من ثلاثة آلاف من الطلبة الدوليين. وفي الوقت نفسه، عادت المحافل الدولية المهمة إلى بغداد.

تستعد بغداد خلال الفترة المقبلة لاستضافة عدة فعاليات علمية عربية مهمة. ومن بينها بالتحديد، مؤتمر وزراء التعليم العالي في الوطن العربي بحلول عام 2026.

أعلن الوزير بالتزامن مع ذلك عن مبادرة استراتيجية لتأسيس منطقة التعليم العالي العربية. وبطبيعة الحال، أوكلت تفاصيلها إلى اتحاد الجامعات العربية والمنظمة العربية للتربية.

دعا العبودي بموازاة ذلك إلى تحويل مقر الاتحاد في بغداد إلى بوصلة للبرامج البحثية العربية. وبناءً على هذه الرؤية، يمكن أن يصبح منصة دائمة للحوار العلمي ومركزاً للتكامل بين العقول العربية.

حدد الوزير بشكل واضح مجالات أولوية للتعاون العلمي العربي المشترك. وعلى رأسها بشكل خاص، قطاعات الطاقة والتكنولوجيا والصحة والمياه والأمن الغذائي.

ثمّن العبودي في نهاية المطاف دعم الأشقاء العرب وثقتهم ببغداد. وأخيراً وليس آخراً، أكد أن العاصمة التي تحتضن القمة العربية تتطلع إلى مرحلة نوعية من التعاون العلمي العربي.

يذكر أن اتحاد مجالس البحث العلمي العربية تأسس عام 1976. وهو بالتأكيد من أقدم مؤسسات العمل العربي المشترك تحت مظلة جامعة الدول العربية.

إغلاق