وفد جماعة المدرسين في قم يلتقي المراجع العظام في النجف الأشرف لتعزيز الوحدة الحوزوية
زار وفد رئاسة جماعة المدرسين في الحوزة العلمية بقم مراجع الدين في النجف الأشرف يومي 1 و2 أبريل 2025. وبالتالي، ترأس الوفد حجة الإسلام مهدي سليماني الأردهالي رئيس الهيئة العامة للجماعة وأمينها العام.
وفي سياق هذه الزيارة المهمة، التقى الوفد بعدة مراجع بارزين في النجف الأشرف، من بينهم آية الله بشير حسين النجفي، والشيخ شمس الدين الواعظي السبزواري، والسيد مجتبى الحسيني ممثل قائد الثورة الإسلامية في العراق، وكذلك الشيخ محمد اليعقوبي، والشيخ محمد السند البحراني.
أهداف الزيارة من منظور جماعة المدرسين
شرح سليماني بالتفصيل أهداف الزيارة خلال اللقاءات، حيث أشار إلى مكانة جماعة المدرسين كإرث قيّم تركه الإمام الخميني. ومن ثم، وصف هذه الزيارة بأنها فرصة للتبرك بزيارة العتبات المقدسة وتعزيز التواصل مع مراجع النجف الأشرف.
علاوة على ذلك، أكد رئيس الوفد على ضرورة تعاون أساتذة قم والنجف الأشرف لتحقيق أهداف الإسلام الأصيل. وقد شدد بشكل خاص على أهمية دعم نظام الجمهورية الإسلامية واليقظة المستمرة في مواجهة مؤامرات الأعداء. وفي نهاية حديثه، دعا المراجع للاستفادة من الإمكانات العلمية والتربوية لجماعة المدرسين.
كلمات آية الله النجفي وتوجيهاته
شدد آية الله النجفي خلال اللقاء على أهمية الرقابة الدقيقة على الدروس والأساتذة في الحوزات العلمية. وبهذا الصدد قال: “لم تكن هناك في النجف الأشرف منذ البداية أنظمة إدارية واضحة، لكن في قم، مع وجود الحكومة والنظام، يجب أن تكون هناك رقابة وقوانين.”
ومن جانب آخر، أوضح النجفي أن استقلالية الحوزات تعني عدم تدخل الحكومات في شؤونها. كما أشار إلى أن هذا الاستقلال ضروري ليتمكن العلماء من الاجتهاد والتوجيه بحرية. وتبعاً لذلك، حذر من مخاطر تعرض النظام الإيراني للضرر قائلاً: “إذا تضرر النظام في إيران، فإن حوزات النجف الأشرف ستتأثر أيضاً.”
بالإضافة إلى ذلك، أكد النجفي على أهمية التمسك بأمير المؤمنين علي (ع) قائلاً: “لا ينبغي لنا أن نموت إلا بحب علي (ع).” وأخيراً، شرح معنى الرواية الشريفة “زُرْ فَانْصَرِفْ” في زيارة الإمام الحسين، موضحاً أنها ترمي بالأساس إلى الحفاظ على نضارة الحزن وترسيخ التواصل القلبي مع مصيبته.
رؤية آية الله السبزواري للتعاون الحوزوي
أما آية الله الواعظي السبزواري فقد أشار في المقام الأول إلى ضرورة الحفاظ على الجانب الروحي في الحوزات. وعليه، قال: “للنجف وكربلاء مكانة خاصة في استجابة الدعاء، ويجب الحفاظ على هذه الفضيلة.”
وفضلاً عن ذلك، أضاف: “جاء في الروايات أن الدعاء تحت قبة الإمام الحسين (ع) مستجاب، كما أن الدعاء عند أمير المؤمنين (ع) في النجف الأشرف مستجاب أيضاً.” وبناءً على هذا، أوضح أن هذه البركة قد تمتد لتشمل منطقة واسعة بين النجف الأشرف وكربلاء.
وفي سياق متصل، قال السبزواري: “إننا ضعفاء غير أهل، ولكن مولانا علياً (ع) يهبنا الأهلية. وبالتالي، يجب أن نطلب الأهلية منه ونتوسل إليه، ونستلهم العبر من العلماء العظام المدفونين في أروقة حرمه.”
كذلك، شدد السبزواري على أهمية فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في إيران. ونتيجة لذلك، حذر من أي ضرر يصيب النظام الإسلامي لأنه حتماً سينعكس على جميع مكونات الأمة. وفي الختام، قدم تحذيراً من السماح للتغييرات الديموغرافية بإضعاف الشيعة أو تحويل إيران إلى ساحة للنشاطات المذهبية المخالفة.
نتائج اللقاءات وتطلعات مستقبلية
في ختام هذه اللقاءات المثمرة، أشاد علماء النجف الأشرف بشكل واضح بدور جماعة المدرسين. ومن ثم، أكدوا على ضرورة وحدة الحوزات العلمية ودعم النظام الإسلامي. وبالإضافة إلى ذلك، طلبوا من الوفد إبلاغ تحياتهم الخالصة إلى أساتذة وطلاب الحوزات العلمية.