المجمع العلمي للقرآن الكريم يطلق مبادرات تعليمية وثقافية في المحافظات العراقية

يواصل المجمع العلمي للقرآن الكريم التابع للعتبة العباسية المقدسة جهوده في تعزيز تعليم القرآن المتكامل من خلال مجموعة متنوعة من الأنشطة في عدة محافظات عراقية. ومن هنا، نستعرض أبرز هذه الفعاليات التي تهدف إلى نشر الثقافة القرآنية وتطوير المهارات التعليمية.

ورشة تطويرية لإعداد المعلمين في النجف الأشرف

أطلق معهد القرآن الكريم في النجف ورشة تطويرية ضمن المشروع القرآني لطلبة العلوم الدينية في دورته التاسعة لعام 1446هـ. وعلى وجه الخصوص، تتميز هذه الورشة بكونها تستهدف إعداد 30 طالباً ليصبحوا أساتذة متخصصين في الإقراء وعلوم القرآن.

ومن ناحية أخرى، يعتمد المعهد منهجية تعليمية شاملة تتضمن ست دورات تخصصية موزعة على ثلاث مراحل على مدار العام الدراسي. وبالإضافة إلى ذلك، تركز هذه الدورات على تمكين الطلبة من قواعد التجويد والإلمام بأساسيات علوم كتاب الله العزيز.

تبادل الخبرات مع وفد من صلاح الدين

وفي السياق ذاته، استقبل معهد القرآن في النجف الأشرف وفداً قرآنياً من قضاء طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين. وبناءً على تصريح مدير المعهد السيد مهند الميالي، فقد نُظم برنامج متكامل للوفد يستمر ليومين.

وعلاوة على ما سبق، تضمن البرنامج الاطلاع على مشاريع المعهد، بالإضافة إلى زيارة العتبات المقدسة والاحتفاء بقراء الختمات القرآنية الرمضانية. ونتيجةً لذلك، استمع الوفد لشرح مفصل عن وحدات المعهد وأنشطته السنوية، فضلاً عن لقاء الطلبة الحافظين للقرآن وخطب نهج البلاغة.

وفي الختام، أبدى الوفد الزائر إعجابه بتجربة المعهد، خصوصاً الوسائل التعليمية المتبعة والاهتمام بالجوانب الروحية والنفسية للطلبة إلى جانب برامج التحفيظ.

إحياء التراث القرآني عبر زيارة للسيّد أحمد الإشكوريّ

علاوة على ذلك، وفي مبادرة لإبراز أهمية التراث الإسلامي، قام وفد من معهد القرآن الكريم بزيارة المحقق العلّامة السيد أحمد الإشكوري. وبالتحديد، قدم الوفد خلال هذه الزيارة شرحاً عن عمل وحدة إحياء التراث القرآني ودورها في إثراء المكتبة الإسلامية.

ومما لا شك فيه، أن ما يميز هذه الوحدة اعتمادها منهجية علمية دقيقة في تحقيق النصوص ومراجعتها وفق معايير أكاديمية رصينة. وبشكل خاص، تمكنت من استخراج كنوز معرفية كانت مطوية في بطون المخطوطات منذ قرون.

اختبارات لحفّاظ القرآن الكريم في الديوانية

وفي موازاة ذلك، أجرى فرع المعهد في قضاء الحمزة الشرقي اختبارات لحفّاظ القرآن الكريم في محافظة الديوانية. ووفقاً للأستاذ ماهر الحميري، فإن هذه الاختبارات تأتي بعد إتمام الطلبة حفظ أجزاء متفرقة من القرآن.

وبطبيعة الحال، تهدف هذه الاختبارات إلى تقييم مستوى الطلبة وترسيخ ما حفظوه من آيات كتاب الله. ونظراً لأهميتها، تعد خطوة محورية في مسار تعليم القرآن المتكامل الذي يتبناه المجمع العلمي.

برنامج عبادي في مزار كميل بن زياد

وأخيراً وليس آخراً، نظم معهد القرآن الكريم برنامجاً عبادياً لطلبته في مزار كميل بن زياد بمحافظة النجف. ومع ذلك، لا يقتصر هدف البرنامج على الجانب العبادي فحسب، بل يمتد إلى دمج هذه الجوانب بالتجربة التعليمية من خلال جلسات التلاوة الجماعية والمحاضرات التوجيهية.

ويمثل هذا النشاط فرصة قيّمة للطلبة لاكتساب المعارف الدينية خارج الأطر التقليدية، مما يعزز ارتباطهم بالقرآن الكريم والأماكن المقدسة. وبالتالي، يوسع آفاق إدراكهم لمعاني التقديس والاقتداء بشكل عملي وملموس.