آية الله المدرسي: القيادة الحكيمة أساس تزكية المجتمع وبناء الحضارة الإنسانية

آية الله المدرسي: القيادة الحكيمة أساس تزكية المجتمع وبناء الحضارة الإنسانية

شدد آية الله المدرسي اليوم على الدور المحوري للعلماء والمجاهدين وأهل الذكر في تزكية المجتمع وبناء الحضارة الإنسانية. وأكد سماحته أن وجود قيادة فاعلة يعد ضرورة حتمية لكل المجتمعات البشرية بغض النظر عن اختلاف توجهاتها أو حجمها.

وخلال لقائه بوفد من مسؤولي هيئة الحشد الشعبي في المحافظات العراقية، أوضح آية الله السيد محمد تقي المدرسي بأن نظام الخلق الإلهي يستلزم بطبيعته وجود قيادة لكل كيان. ومن ثم، ينطبق هذا المبدأ بشكل جلي على المجتمعات البشرية بمختلف أشكالها.

وعلى صعيد متصل، بيّن سماحته في مكتبه بمدينة كربلاء المقدسة أن القيادة الفاعلة للمجتمع الإيماني تتجسد في ثلاث فئات رئيسية. بالتحديد، تشمل هذه الفئات العلماء والمجاهدين وأهل الذكر. وبالإضافة إلى ذلك، اعتبر أن “العلماء المجاهدين” يمثلون الذروة في هذه المنظومة القيادية لكونهم يجمعون بين صفات العلم والجهاد والذكر.

وفيما يتعلق بمهام القادة، أكد آية الله المدرسي أنها تتمحور بشكل أساسي حول تزكية المجتمع وتربيته وتنظيم علاقاته. ونتيجة لهذه الجهود، يتم الإسهام في بناء حضارة راسخة ومستدامة. وفي هذا السياق، أشار إلى أن مفهوم “الإيلاف” الوارد في سورة قريش {لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ} يعبر عن أسس الألفة والتعاون، والتي تعتبر من الركائز الأساسية للحضارة الإنسانية.

وبناءً على هذه الرؤية الشاملة، وجه سماحته دعوة خاصة للمسؤولين والكوادر القيادية في هيئة الحشد الشعبي. وفي جوهر دعوته، حثهم على الاضطلاع بدورهم في حماية المجتمع فكرياً وروحياً. وبشكل خاص، شدد على أهمية تسليح الأفراد ليس فقط بالمهارات القتالية، بل أيضاً بالعلم والمعرفة والإيمان.

وفي ختام لقائه، قدم آية الله المدرسي توصية مهمة لأفراد الحشد الشعبي. وبالتحديد، حثهم على الاهتمام بتزكية النفس والتفقه في الدين. ومن خلال هذه الخطوات، يمكنهم تأدية رسالتهم السامية بوعي وبصيرة في خدمة المجتمع الإيماني.

إغلاق