إعادة إعمار مكتبة الموصل: إحياء التراث العلمي والثقافي

إعادة إعمار مكتبة الموصل: إحياء التراث العلمي والثقافي

المكتبة المركزية في جامعة الموصل تُعد من أبرز المعالم الأكاديمية والثقافية في العراق. تأسست عام 1967، وأصبحت واحدة من أكبر المكتبات الجامعية في البلاد بفضل موقعها المميز ودورها في نشر المعرفة.

خلال احتلال الموصل من قبل عصابات داعش، تعرضت المكتبة لتدمير شامل. فقدت نحو مليون مصدر معرفي، وتضررت بنيتها التحتية بالكامل. بعد تحرير المدينة، بدأت جهود مكثفة لإعادة إعمار المكتبة واستعادة دورها الحيوي.

صرّح الأمين العام للمكتبة المركزية بجامعة الموصل، محمد جاسم محمد، أن المكتبة استعادت نشاطها بفضل جهود كوادرها ودعم الحكومة والمنظمات الدولية. وأوضح أن المكتبة تعرضت للاستهداف بسبب دورها في نشر المعرفة. اليوم، عادت المكتبة بقوة بعد إعادة إعمارها. تمتد على مساحة 2.5 دونم، وتضم سبعة طوابق، من بينها مختبر حديث للحاسبات.

تحتوي المكتبة الآن على آلاف الكتب وأكثر من 10,000 دورية. تم توفير هذه المصادر بدعم من منظمات محلية ودولية. كما يجري تنفيذ مشروع بالتعاون مع منظمة اليونسكو والمنظمة الإيطالية للتنمية. يشمل المشروع تدريب أكثر من 90 موظفًا على نظام (LIS) لأتمتة مصادر المكتبة، إضافة إلى تطوير مهارات العاملين وفق المعايير العالمية.

تعمل المكتبة على إنشاء مركز رقمنة وأرشفة لحفظ الكتب النادرة والمخطوطات. يتم تنفيذ هذا المشروع بالتعاون مع المكتبة البريطانية ومكتبة الكونغرس. هذه الجهود تعزز مكانة المكتبة كمركز علمي عالمي.

خدمات المكتبة متاحة لجميع الباحثين من داخل العراق وخارجه. تقدم المكتبة الدعم للطلاب العراقيين في الخارج عبر البريد الإلكتروني الخاص بها. هذا يعكس التزامها بتوفير المعرفة للجميع.

تستقبل المكتبة يوميًا أكثر من ألف مستفيد، حتى خلال فترات العطل. توفر المكتبة أجواء علمية مميزة. كما تضم لوحات توثق مراحل إعادة إعمارها بفضل جهود كوادر جامعة الموصل والمنظمات الدولية. الفرق التطوعية لعبت دورًا بارزًا في بداية عملية الإعمار.

إغلاق