إسلام آباد تناقش دور الإعلام في تعليم الفتيات وتعزيز صورة الإسلام
في إطار الجهود العالمية المستمرة لتحقيق العدالة التعليمية للفتيات في المجتمعات المسلمة، استضافت العاصمة الباكستانية إسلام آباد طاولة مستديرة بعنوان “دور الإعلام في تحقيق العدالة التعليمية للفتيات وتعزيز صورة الإسلام عالمياً”. جاءت هذه الفعالية ضمن فعاليات المؤتمر العالمي “تعليم الفتيات في المجتمعات المسلمة: التحديات والفرص”، الذي يهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التعليم ودور الإعلام في تحقيق هذه الأهداف.
خلال النقاشات، أكد المدير العام لاتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي، محمد بن عبد ربه اليامي، أن هذه المبادرة تمثل خطوة مهمة نحو تفعيل دور الإعلام في دعم حق الفتيات في التعليم. وأشار إلى أهمية تخصيص مساحة إعلامية أكبر لتصحيح المفاهيم الخاطئة حول حقوق المرأة في التعليم، مع التركيز على تحويل ما يصدر عن المراجع الفقهية والمجامع الإسلامية إلى محتوى إعلامي مفهوم ومتاح للجماهير بمختلف مستوياتهم.
وشدد اليامي على ضرورة إبراز إنجازات النساء والفتيات المسلمات، وتقديم نماذج ملهمة في مجالات العلم والريادة والمشاركة الفاعلة في مختلف القطاعات السياسية والاجتماعية والثقافية. كما دعا إلى تحسين جودة المحتوى التعليمي والتثقيفي في وسائل الإعلام، بالتعاون مع المؤسسات التعليمية، لتوسيع نطاق تأثيره وتبسيط المعلومات للجماهير، بما يسهم في تعزيز الوعي بأهمية تعليم الفتيات.
خلصت النقاشات إلى مجموعة من التوصيات المهمة، أبرزها تعزيز دور الإعلام في التوعية بحق الفتيات في التعليم، والتصدي للتفسيرات الخاطئة للدين التي تعيق هذا الحق. كما دعت إلى تسليط الضوء على قصص النجاح في تعليم الفتيات، وترويج النماذج الإيجابية التي تعكس دور المرأة في بناء المجتمعات، مع التركيز على تقديم محتوى إعلامي يعكس الحق الشرعي للفتيات في التعليم النوعي، وليس مجرد التعليم الأساسي.
كما أوصت الطاولة المستديرة بتعزيز الشفافية في توزيع المنح الدراسية، وتسليط الضوء على النجاحات التي حققتها بعض الدول في تعليم الفتيات، بهدف تحفيز الدول الأخرى على تبني تجارب مماثلة. وأكدت أهمية بناء تحالفات بين الإعلام والقطاع التعليمي لإطلاق حملات توعوية تستهدف الأسر، وتشجيعها على تعليم الفتيات وتفكيك العوائق الاجتماعية التي تحول دون ذلك.
ودعا المشاركون إلى مواجهة الصور النمطية السلبية عن المرأة في الإعلام، وتعزيز دور وسائل الإعلام في الترويج لقيم الإسلام السمحة التي تحتضن العلم والمعرفة. كما شددوا على أهمية استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر قصص النجاح وتعزيز الوعي بحقوق المرأة في التعليم، مع التركيز على تقديم نماذج إيجابية للنساء المسلمات اللواتي حققن إنجازات بارزة في مختلف المجالات.
وأكد اليامي استعداد اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي لتوظيف شبكة الاتحاد ووكالاته الأعضاء في أي جهد جماعي يتعلق بتنفيذ هذه المبادرات. كما أعرب عن شكره لحكومة جمهورية باكستان الإسلامية على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، ولرابطة العالم الإسلامي على جهودها الكبيرة في تنظيم هذا المؤتمر.
وخلصت الطاولة المستديرة إلى توصيات إضافية، منها تعزيز دور الإعلام في التعريف بالفرص والمنح الدراسية التي تقدمها المنظمات والهيئات الدولية، وإيصالها إلى مستحقيها الفعليين في المجتمعات المحتاجة. كما دعت إلى ترويج قصص النجاح في المجتمعات المسلمة، مع التركيز على القصص المبنية على العلم والريادة، وتحدي الصور النمطية التي يتم ترويجها عن المرأة في وسائل الإعلام.
وأوصى المجتمعون بضرورة تعزيز دور وسائل الإعلام من خلال التحقيقات الصحفية والأفلام الوثائقية في فضح الانتهاكات التي تتعرض لها حقوق المرأة، ولا سيما الحق في التعليم. كما دعوا إلى بناء التحالفات بين وسائل الإعلام والقطاع التعليمي لإطلاق حملات إعلامية تهدف إلى التأثير في الأسر وحثها على تعليم الفتيات، وتفكيك العوائق الاجتماعية والاقتصادية التي تقف أمام هذه الغاية.
وحذر المشاركون من التعميمات الخاطئة التي تصور أدياناً أو ثقافات بعينها باعتبارها مناهضة لحقوق المرأة، مشددين على أهمية مواجهة التفسيرات الخاطئة وتحليل السياقات الاجتماعية والاقتصادية التي تؤدي إلى هذه التفسيرات. وأكدوا أن هذه الجهود ستساعد المجتمعات على التحرر من المفاهيم المغلوطة التي تعيق تقدم المرأة.
وفي الختام، دعا المشاركون إلى تعزيز دور وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في الترويج لقيم الإسلام السمحة، التي تحتضن العلوم والمعارف، والتعريف بعلماء ومفكري الحضارة الإسلامية الذين ساهموا في بناء إرث علمي وثقافي غني.