المؤتمر الوطني الموحد لكليات طب الأسنان: تعزيز البحث العلمي والتنمية الاقتصادية
بدأت في بغداد فعاليات المؤتمر الوطني الموحد لكليات طب الأسنان في العراق، اليوم الجمعة، تحت شعار “الاستثمار في البحث العلمي ودوره في التنمية الاقتصادية”. يهدف هذا المؤتمر إلى تعزيز التواصل بين الباحثين على المستويين المحلي والدولي، ودفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتعزيز مكانة العراق إقليميًا وعالميًا.
وفي كلمته خلال المؤتمر الذي أقيم في قاعات ساحة الاحتفال، أكد رئيس عمداء كليات طب الأسنان في العراق وعميد كلية طب الأسنان بجامعة بغداد، رغد الهاشمي، أن “هذا المؤتمر يمثل رسالة علمية وإنسانية تنطلق من قلب بغداد، مهد الحضارات وأرض السومريين والبابليين”. وأشار إلى أن المؤتمر يعكس روح التضامن العربي، ويجمع العراق مع غزة المقاومة ولبنان الجهاد، في مواجهة التحديات الراهنة وتعزيز الصمود المشترك من أجل مستقبل مشرق للأمة.
وأضاف الهاشمي أن “هذا الحدث العلمي يُعد فرصة فريدة لتعزيز التواصل بين الباحثين، حيث يضم نخبة من المحاضرين والخبراء من دول مثل بريطانيا، الولايات المتحدة، الهند، إيران، مصر، البحرين، السعودية، تونس، الأردن، سوريا، والإمارات، بالإضافة إلى ضيوف شرف من لبنان وفلسطين”. وأوضح أن “المؤتمر يهدف إلى استعراض أحدث الابتكارات في طب الأسنان وتطبيقها محليًا لتحسين جودة التعليم والبحث العلمي، مما يسهم في بناء مجتمع أكاديمي قوي يواكب التحديات العالمية”.
كما أشار إلى أن “المؤتمر يركز على أهمية اقتصاد المعرفة كركيزة أساسية للنمو المستدام، مستلهمًا من استراتيجية التربية والتعليم 2022-2031 التي أطلقتها وزارة التعليم العالي، لتطوير التعليم والبحث العلمي بما يتماشى مع أهداف التنمية المستدامة”. وأكد أن “البحث العلمي يلعب دورًا حيويًا في تحسين الخدمات الصحية ورفع كفاءة المتخصصين، مما يسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية وتعزيز مكانة العراق إقليميًا وعالميًا”.
ولفت الهاشمي إلى أن “انعقاد هذا المؤتمر في العراق يعكس التزام البلاد بمعايير الجودة والتميز الأكاديمي، مع التركيز على تعزيز الابتكار والبحث العلمي كمحرك أساسي للتطور الاقتصادي والاجتماعي”. وأوضح أن “المؤتمر يسلط الضوء على جهود العراق المستمرة لتحسين مستوى التعليم في قطاع طب الأسنان، والاستفادة من الإمكانيات المحلية لإنتاج أبحاث تخدم المجتمع وتلبي احتياجاته”.
وأكد الهاشمي أن “كلية طب الأسنان بجامعة بغداد تُعتبر نموذجًا للتميز الأكاديمي، حيث حققت إنجازات استثنائية في التصنيفات العالمية”. وأشار إلى أن “تبوؤها مركزًا ضمن تصنيف شنغهاي العالمي (201-300) يعكس التزامها بمعايير الجودة والابتكار، كما حصلت على الاعتماد الوطني الكامل، مما يعزز مكانتها الدولية”. وأوضح أن “مجلة الكلية العلمية تُبرز دورها الريادي في إنتاج أبحاث علمية تخدم المجتمع، حيث تم إدراجها ضمن قاعدة بيانات سكوبس”.
وأشار إلى أن “الكلية شهدت تطورًا ملحوظًا على مستوى البنية التحتية، من تجهيز القاعات الذكية إلى إنشاء ملاعب رياضية ومنظومات مراقبة حديثة، لتوفير بيئة تعليمية متطورة تُسهم في تحقيق تطلعات الطلاب”.
وتابع الهاشمي، “خلال العامين الماضيين، برزت وزارة التعليم العالي بقيادة نعيم العبودي كمنارة للتطوير والتميز، من خلال مبادرات مثل إطلاق برنامج (ادرس في العراق) وإدخال أنظمة تعليمية متوافقة مع مسار بولونيا، إضافةً إلى تقديم جوائز للإبداع والابتكار”. وأكد أن “هذه الجهود انعكست في تصدّر العراق المرتبة 37 عالميًا في تصنيف التايمز البريطاني، وظهور 23 جامعة عراقية في تصنيف QS، وصولًا إلى الإنجاز التاريخي بدخول كلية طب الأسنان بجامعة بغداد تصنيف شنغهاي العالمي”.
وأعرب الهاشمي عن “شكره لوزير التعليم نعيم العبودي على دعمه المستمر للمؤسسات الأكاديمية، وجهوده الحثيثة في قيادة مسيرة التطوير والارتقاء بقطاع التعليم العالي في العراق”. وأكد “الالتزام بمواصلة العمل لتحقيق المزيد من التقدم والازدهار لعراقنا الحبيب”، مختتمًا بأن “الاستثمار في البحث العلمي والتعليم العالي هو استثمار في مستقبل العراق، حيث يمثل العلم والمعرفة البوابة لتحقيق الريادة الأكاديمية والتنمية المستدامة في مختلف المجالات، ليبقى العراق منارة للابتكار والتقدم”.