دروس من انتصار العراق على الإرهاب: نحو مستقبل مستقر

دروس من انتصار العراق على الإرهاب: نحو مستقبل مستقر

بمناسبة ذكرى النصر الكبير على تنظيم داعش الإرهاب قال د. حسين علاوي، مستشار رئيس الوزراء، إلى أنه في مثل هذا اليوم من سنة 2017 بث إلينا بيان النصر الكبير على التنظيم الأرهابي داعش ، وكنت على شاشة قناة العراقية نيوز الفضائية مع السيد كريم حمادي نشرح لحظة الانتصار والتقدم والاقتدار لقواتنا المسلحة العراقية البطلة وجهود المقاتلين قادة وآمرين وضباط ومراتب ومدنيين ومواطنين صارعوا الإرهاب وانتصروا عليه ، وهنا أتذكر أن تعلمت في قيادة العمليات المشتركة وجامعة الدفاع الوطني والجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب وخلية الأعلام الامني معنى الدروس المستنبطة والتي تعني الكثير لصانع القرار وصناع السياسات من استحضار خلاصة النتائج التي تحققت على مدى السنوات السبعة الماضية وخلال سنوات عشرة ( 2014 – 2024 ) يمكن أن نلخصها بالاتي : 
الدرس الاول : القيادة الحكيمة والقادرة على ادارة التوازن مابين السياسة العامة الداخلية والسياسة الخارجية التي تبنى على المصالح الوطنية وعلى أسبقيات الامن القومي وبوصلة المصالح المشتركة مع الدول اقليميا ودوليا ، تستطيع دوما من الحفاظ على الاستقرار وتعزيز امن المواطن ومنها امنها القومي ، ستكون دولة حضارية قادرة على حماية النصر والاقتدار ، وهذا ما يؤهلها ان تكون دولة منفتحة نحو الإعمار والازدهار وممارسة دور إيجابي في محيطها الاقليمي والدولي وهذا ما تسعى اليه حكومة الاستاذ محمد شياع السوداني .
الدرس الثاني : التطرف والتطرف العنيف والارهاب والتكفير أمراض تمر على المجتمعات ، وكلما كان الجسد الوطني للمجتمع واعي جدا لمواجهتها والانتصار عليها كلما له انعكاس على الاستقرار الوطني وبناء الدولة وتقدمها ، فالتنمية لاتبنى الا بالاستقرار الامني ، والجريمة لن تنمو الا بوجود مؤشرات الفوضى والتي يعمل المجتمع والحكومة والدولة لإنهائها عبر عمليات فرض القانون وتحقيق التنمية وتنفيذ برامج الحكومة لخدمة المواطن ، وهذا احد الاهداف المهمة للحكومات ومنها الحكومة العراقية التي عملت بكل الظروف من أجل الحفاظ على الاستقرار ومكافحة الإرهاب وتحقيق التنمية واستدامة فعل الدولة المستقرة .
الدرس الثالث : ان العلاقات المدنية – العسكرية هي فن صناعة الاستقرار في كل محافظات العراق بمدنه وأقضيته وأزقته ومحلاته ، فقواتنا الامنية هي مرتكز وطني لتامين حياتنا المدنية وممارسات مجتمعنا العظيم ، وهنا لابد من بناء وشائج العلاقة بأوج درجاتها من قبل الحكومات المحلية والقيادات الامنية والمجتمع الطبيعي في المحافظات ضمن قواطع العمليات والمسؤلية الامنية ، ولابد من التركيز على الموطن فهو مرتكز الامن ومحوره  .
الدرس الرابع : العلاقات العراقية – الأمريكية هي مرتكز استراتيجي لاصدقاء العراق في العالم الغربي والتي ترتكز العلاقة بينهم في مجال مكافحة الإرهاب امنيا وتنطلق نحو الأفق الشامل سياسيا واقتصاديا وثقافيا وفي مجال الصحة والتعليم والطاقة ومواجهة اثار التغيير المناخي وفقا لكل أقسام اتفاقية الاطار الاستراتيجي بين جمهورية العراق والولايات المتحدة الأمريكية ، بالإضافة إلى العلاقة مع المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوربي ودول حلف الناتو ، وهذا ما يجعلنا أن نذهب إلى عالمنا العربي ومنطقة الشرق الأوسط والعالم الشرقي بنفس دوافع التوازن ووشائج العلاقات من أجل سياسة ناضجة على ادارة مصالح العراق الاستراتيجية بصورة صحيحة   .
الدرس الخامس : ان التحالفات الدولية ضد الإرهاب مهمة جدا وخصوصا في مرحلة مهمة من مراحل تاريخ العراق للعمل على مدى ال 20 سنة الماضية وبالأخص السنوات العشرة الماضية والتي كرست لطرد ومطاردة تنظيم داعش الأرهابي الذي برز بعد سقوط مدينة الموصل سنة 2014 وانتصرنا عليه بقواتنا المسلحة العراقية وفتوى الجهاد الكفائي للمرجع الديني الأعلى في النجف الأشرف ودعم من التحالف الدولي والدول الأصدقاء في سنة 2017 ، وعملنا على مطاردة فلول داعش وتنفيذ العدالة القانونية تجاه الارهابيين وفقا لقانون مكافحة الإرهاب لسنة 2005 ، والعمل مابعد ذلك على مطاردة فلول داعش وتجفيف منابع الإرهاب لتعزيز النصر ودعم التنمية والأعمار في المحافظات المحررة ، وتحقيق الاهداف الاستراتيجية للانتقال بالعراق من الحرب على الإرهاب إلى التنمية والازدهار الاقتصادي وخصوصا في عهد حكومة الاستاذ محمد شياع السوداني التي حققت بعد 25 شهرا تقدما كبيرا في مجال مؤشرات الاستقرار والنمو الاقتصادي ومكافحة التطرف العنيف والاستمرار في تحصين النصر وبناء الدولة والمواطن وقواتنا الامنية .

اخيرا اجد في استذكار شهداء العراق الأبطال والذي ضحوا بالغالي والنفيس من اجل يومنا هذا في معيشه بالذكرى السابعة للنصر على التنظيم الإرهابي داعش في 10 كانون الاول 2024 ، ولاننسى رجال قواتنا المسلحة الذين حملت اجسادهم الطاهرة أوسمة الجرحى في الحرب ضد داعش المهزوم ، ولنتذكر صيحات قادة النصر الأبطال الاشاوس الذي تركوا بصمة الانتصار الكبير في البلاد .

واختتم كلامي بالقول إن العراق يمر بنقطة تحول كبيرة وخصوصا منذ عام 2022 ، فالتحول نحو الاستقرار التام ماضون به ونحن نتطلع إلى غد جديد يحمل في طياته مسارا وطنيا لبناء الدولة المقتدرة والحامية لشعبها وقادرة على الإنتاج والاستدامة .

إغلاق