تعزيز الثقافة والوعي: وزير التعليم يدعو لتوسيع جائزة القراءة
في خطوة تعكس التزام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتعزيز الثقافة والوعي بين الطلبة، دعا وزير التعليم العالي، نعيم العبودي، اليوم الأربعاء، اللجنة المنظمة لجائزة التعليم العالي للقراءة إلى توسيع نطاق المشاركة ليشمل طلبة الدراسات العليا. وأكد الوزير على أهمية تقديم الرؤى البحثية والقراءات التحليلية للمتون المختارة من الكتب العلمية والثقافية الرصينة، مشيراً إلى أن الوزارة وفرت جميع الظروف المساعدة لتحفيز الطلبة، بما في ذلك تقديم الجوائز.
وخلال احتفالية تكريم الفائزين بجائزة التعليم العالي للقراءة في نسختها الثانية، أشار العبودي إلى اللقاء السابق الذي تم قبل ثلاثة عشر شهراً في جامعة النهرين، حيث تم تكريم الفائزين في النسخة الأولى. وأكد أن الاحتفالية الحالية تتيح الفرصة للاحتفاء بأعداد جديدة من الطلبة الذين أظهروا تميزهم في مسار حافل بالتنافس، وأصروا على أن يكونوا جزءاً من معادلة الثقافة والوعي والنجاح.
وأضاف الوزير أن توقيت النسخة الثانية من الجائزة يتزامن مع أحداث وتداعيات المرحلة الراهنة، مما يجعل فلسفة المسابقة وأهدافها حاضرة بقوة في أذهان الطلبة، وبارزة في بيئة الجامعات العراقية التي اعتادت أن تكون في قلب الميدان لتغذي سواتر المواجهة بالوعي المطلوب، والذي لا يمكن أن يكون ضمن مساحة الاستهلاك التي تهدد المجتمع وتحاول فتح الثغرات في جدار القيم والثوابت العليا.
وتابع العبودي أن المشروع الذي تبنته الوزارة لأول مرة يفتح المجال واسعاً للمراجعة وتعزيز الثقافة العامة، حيث يجب على أبنائنا في الجامعات استيعاب مدلولاتها العلمية والثقافية، حتى يتكامل التحصيل العلمي مع مقتضيات المسؤولية الثقافية التي تجسد هوية المجتمع وامتداداتها عبر الزمن.
وأكد الوزير على أهمية هذه البرامج والفعاليات في الدراسات الجامعية الأولية، مشيراً إلى ضرورة الانتقال بها من حيز المسابقات إلى بيئة البحوث العلمية التي تحقق جدوى الشهادة الجامعية، والتي ينبغي أن تعالج التحديات والأخطار التي تواجه مجتمعاتنا، وتترك أثراً واضحاً يختصر الجهد والوقت في إنتاج الحلول وتفكيك المشكلات.
وأشار إلى أن الوزارة لم تدخر جهداً في هذا المجال، حيث وفرت كل الظروف التي تساعد الطلبة على تحفيز طاقاتهم، وأطلقت العنان للعديد من الجوائز المهمة، مثل جائزة الإبداع والتميز للخريجين الأوائل في كليات الطب، وجوائز يوم العلم، وجائزة التغير المناخي، والمسابقة البحثية الخاصة بالذكاء الاصطناعي.
ودعا الوزير اللجنة المنظمة إلى دراسة مقترح بأن تتضمن النسخة الثالثة من جائزة التعليم العالي للقراءة سياقات جديدة تشمل طلبة الدراسات العليا، بهدف تقديم الرؤى البحثية والقراءات التحليلية للمتون المختارة من الكتب العلمية والثقافية الرصينة، حتى تتضافر كل الأهداف التي نطمح إليها في مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي.
واختتم العبودي بالقول: “لقد بات واضحاً أن هذه الفعالية الرائدة، التي أعلنا عنها في العام الماضي واستكملنا مسارها في هذا العام، والتي سجل فيها آلاف الطلبة، تحمل رسالة استراتيجية تهدف إلى حماية أبنائنا وأجيالنا من الأجندات التي تحاول الإضرار بأمتنا وشعوبها. إن مسؤوليات الشباب في مستقبل الأيام ليست باليسيرة، ويجب أن نكون حائط الصد الأول في مواجهة التحديات التي لا تقل خطراً عن الحروب المباشرة”.