لغز مرض نيو برونزويك: مئات المصابين ونداء عاجل للعلماء
يُثير انتشار مرض عصبي غامض في مقاطعة نيو برونزويك الكندية قلقاً بالغاً، حيث أصاب المئات وأودى بحياة العشرات. تُظهر الأعراض تنوعاً ملحوظاً، بدءاً من اضطرابات النوم والقلق، وصولاً إلى مشاكل حادة كآلام الأطراف، وصعوبة التوازن، والتشنجات العضلية، وحتى الهلوسة البصرية. يُثير هذا الوباء الغامض تساؤلات مُلحة حول أسبابه، وطرق علاجه، وسبل الوقاية منه.
أطلقت رئيسة وزراء نيو برونزويك، سوزان هولت، نداءً عاجلاً للحكومة الفيدرالية، مُطالبةً بتدخل علماءها في التحقيق في هذا المرض المُقلق. وقد سبق أن رفضت لجنة إشرافية مُعيّنة من قبل الحكومة السابقة فكرة وجود رابط بين حالات الإصابة، مُشيرةً إلى تشخيص خاطئ لمعظم المرضى. لكن بعد لقاء مع رئيس الوزراء جاستن ترودو، أُعلن عن تدخل علماء الحكومة الفيدرالية لإجراء تحقيق شامل.
تُشير هولت إلى ضرورة إجراء تحقيق علمي مُكثّف لفهم أسباب هذا المرض، وكيفية تشخيصه، وعلاجه، ووقف انتشاره. وقد أشارت إلى أن حوالي 400 شخص أبلغوا عن أعراض مُشابهة، وأن العدد قد يكون أعلى، مع تسجيل ما يقارب 40 حالة وفاة. يُضيف هذا إلى خطورة الوضع، ويُبرز الحاجة المُلحة للبحث العلمي.
يُشارك الدكتور أليير ماريريو، طبيب أعصاب في نيو برونزويك، قلقه، حيث عاين مئات المرضى الذين يعانون من أعراض عصبية مُحيّرة. وقد لاحظ مستويات عالية من المبيدات الحشرية في دم بعض مرضاه، مما يُثير شكوكاً حول دور العوامل البيئية في انتشار هذا المرض. يُشدد هذا على أهمية دراسة العوامل البيئية المُحيطة، وفحصها بدقة.
يُمثل هذا الوباء تحدياً كبيراً للسلطات الصحية الكندية، ويُبرز الحاجة إلى تعاون مُكثّف بين العلماء والباحثين، والمسؤولين الحكوميين، للوصول إلى فهم شامل لهذا المرض الغامض، وإيجاد حلول فعّالة لمعالجته ومنع انتشاره.