عودة آلاف العائلات العراقية من سوريا وتعاون دولي لمكافحة الإرهاب

عودة آلاف العائلات العراقية من سوريا وتعاون دولي لمكافحة الإرهاب

في مؤتمرٍ دوليٍّ عُقد في الكويت، أكّد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، اليوم الاثنين، عودة آلاف العائلات العراقية من شمال شرق سوريا، مُشيراً إلى استمرار خطر تنظيم داعش الإرهابي، والحاجة المُلحة لتعاونٍ دوليٍّ للقضاء عليه.

شدّد الأعرجي، خلال كلمته في مؤتمر “تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وبناء آليات مرنة لحماية الحدود”، على أن مشاركة العراق في هذا المؤتمر تمثل إرادة المجتمع الدولي والدول الشقيقة والصديقة والمحبة للسلام،مؤكداً على أهمية التعاون الدوليّ لمواجهة التطرف العنيف، وحماية الأجيال، وبناء سلامٍ دائم. وأشار إلى التزييف المُتعمد لمبادئ الأديان السماوية، داعياً إلى تضافر الجهود الدولية لدرء هذا الخطر من خلال تبادل الخبرات والمعارف.

سلّط الأعرجي الضوء على الخطوات المهمة التي اتخذها العراق في مكافحة الإرهاب والتطرف، لافتاً إلى تبنّي العراق لمشروع إقرار “اليوم العالمي لمكافحة التطرف العنيف المؤدي إلى الإرهاب”. وأكّد حرص العراق على إحلال السلام والتعايش السلمي على الصعيد العالمي. كما بيّن أن البرامج الوطنية التي تبناها العراق أسهمت في انخفاض الخطاب المتطرف في جميع محافظات البلاد، مُشيراً إلى تحوّل البيئة العراقية إلى بيئة جاذبة للاستثمار، مُشجّعة على إنشاء المشاريع الخدمية في مختلف القطاعات. وقد عادت ٢٦٢٩ عائلة عراقية إلى أرض الوطن، إلا أن التحديات الأمنية لا تزال قائمة، وتتطلب جهوداً مُشتركةً للقضاء على الإرهاب نهائياً.

أوضح الأعرجي التزام العراق الراسخ بتعزيز دور المرأة والشباب، وتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، مشيراً إلى الجهود المبذولة على الصعيدين المجتمعي والحكومي. كما شدد على استمرار العراق في تعزيز أمنه الوطني بخطوات ثابتة، من خلال مواجهة الجماعات الإرهابية وتدمير قدراتها المتبقية.

ووصف الإرهاب بأنه تهديد عالمي يتطلب منظومة عمل متكاملة وتعاوناً دولياً شاملاً للقضاء عليه. وأشار إلى نجاح العراق في دحر الإرهاب، وتطبيقه لمنهجية متكاملة لإعادة دمج العائلات النازحة، حيث بلغت نسبة العائلات المُعاد دمجها 90%.

وأوضح أن الحكومة العراقية اتخذت قراراً حاسماً بإعادة العائلات العراقية من شمال شرق سوريا، وفق خطة إنسانية مدروسة. وقد تم نقل 2629 عائلة (10242 فرداً) إلى مراكز التأهيل النفسي والمجتمعي، ثم دمجهم في مناطقهم الأصلية. كما تم دمج 2082 عائلة (7685 مواطناً) في ثماني محافظات. وتستمر الجهود لاستعادة جميع المواطنين العراقيين من سجون شمال شرق سوريا، بما في ذلك المتهمون بالإرهاب، حيث تم استعادة 2710 معتقلًا حتى الآن.

وأكد على جدية العراق في تعزيز علاقاته مع المنظمات الدولية والدول الصديقة، للتعاون في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، نظراً لاستمرار خطره والحاجة إلى تعاون دولي للقضاء عليه. كما استنكر بشدة العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان، ووصفه بأنه انتهاك صارخ للقانون الدولي، وإرهاب دولة ضد مدنيين أعزل، معرباً عن أسفه لعدم قدرة المجتمع الدولي على وقف هذا النزيف.

وأعرب عن قلقه إزاء تراجع الدبلوماسية والحوار في معالجة الأحداث في غزة ولبنان، متسائلاً عن جدوى الدبلوماسية إن لم تكن قادرة على منع مثل هذه المآسي.

إغلاق