النجف تستضيف برنامجاً تدريبياً متقدماً حول الذكاء الاصطناعي للصحفيين
في محافظة النجف الأشرف، أطلقت منظمة اليونسكو، بالشراكة مع نقابة الصحفيين المحلية، برنامجاً تدريبياً مكثفاً حول “أدوات الذكاء الاصطناعي في خدمة الصحفيين وصناع المحتوى”.
امتد البرنامج التدريبي على مدار ثلاثة أيام، مُزوّداً المشاركين بأدواتٍ عمليةٍ لتعزيز مهاراتهم في مجال التحرير الصحفي، شاملاً جميع أنواعه: النصي، والمرئي، والتفاعلي. ركز البرنامج على تمكين الصحفيين من استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي بكفاءة، بدءاً من إنشاء واجهات برمجة التطبيقات (APIs) وصولاً إلى إبرام اتفاقياتٍ تُحسّن من وضعهم المالي وتُعزز استقلاليتهم المهنية.
ولم يقتصر البرنامج على الجانب التقني فحسب، بل غطى أيضاً جوانبَ حيويةً أخرى، كحماية الحقوق الرقمية وحقوق الملكية الفكرية للمبدعين، مع التركيز على أمن البيانات والمعلومات في ظلّ التطوّر التكنولوجي المتسارع. كما تضمّن البرنامج ورش عملٍ حول تحليل البيانات واستخدامها في سياقاتٍ صحفية وإعلامية. ولم تكتفِ اليونسكو بهذا البرنامج المحلي، بل أطلقت أيضاً دورةً عالميةً عبر الإنترنت استمرت شهراً كاملاً، بإشرافٍ مباشرٍ من خبراء المنظمة وتحالف الذكاء الاصطناعي الدولي.
يُعتبر هذا البرنامج جزءاً من مبادرة “تعزيز حرية التعبير وسلامة الصحفيين” (MDP)، وهي مبادرةٌ ممولةٌ بشكلٍ مشترك. وقد أكد ضياء ثابت، مسؤول البرنامج في اليونسكو، على أهمية هذه الدورة في سدّ الفجوة الرقمية بين الصحفيين العراقيين ونظرائهم في مختلف أنحاء العالم، مُساهماً بذلك في تطوير قطاع الصحافة والإعلام في العراق.
وقد أثنى حسين العيساوي، رئيس مجلس محافظة النجف، على هذه المبادرة، مؤكداً على ريادية المحافظة في دعم الصحفيين وتطوير قطاع الإعلام، معرباً عن تطلعه لمزيدٍ من البرامج المماثلة لتعزيز القدرات والمهارات الصحفية على كافة المستويات.
أشاد نقيب الصحفيين، إياد الجبوري، على الدورة التدريبية التي تم تنظيمها. مؤكداً أنها خطوة مهمة لبناء فريق من الصحفيين المتخصصين في استخدام الذكاء الاصطناعي. تُبرز الفقرات التالية جهود اليونسكو الأوسع نطاقاً في العراق لدعم الصحفيين وتعزيز حرية التعبير، مع التركيز على التطوير المهني وتكييف المهارات مع التطورات التكنولوجية. أهمية هذه الدورة تكمن في كونها الأولى من نوعها في جنوب العراق ومنطقة الفرات الأوسط، مما يُظهر التزام اليونسكو بتطوير الإعلام الرقمي في البلاد.