ضمان اجتماعي مستدام: حملة توعية شاملة تُطلق في العراق
بدأت، يوم الثلاثاء، حملة وطنية واسعة النطاق للتوعية بقانون الضمان الاجتماعي العراقي الجديد، تهدف إلى تمكين المواطنين من فهم حقوقهم وواجباتهم ضمن هذا الإطار التشريعي الهام. تُمثل هذه الحملة خطوة حاسمة نحو بناء مجتمع عراقي أكثر عدلاً وتماسكاً، حيث تُعزز الحماية الاجتماعية وتُضمن حياة كريمة لجميع أفراد المجتمع، لا سيما العاملين في القطاعين الرسمي وغير الرسمي.
صرح السيد حسين عرب، نائب رئيس لجنة العمل ومؤسسات المجتمع المدني، خلال حفل الإطلاق، بأنّ “الضمان الاجتماعي ركيزة أساسية لبناء مجتمع متماسك ومزدهر”. وأشار إلى أنّ قانون التقاعد والضمان الاجتماعي للعمال، الذي صدر مؤخراً، يُعدّ إنجازاً بارزاً في مسيرة تحقيق العدالة الاجتماعية، ويُشكل خطوة جبارة نحو حماية حقوق العاملين في كلا القطاعين، المنظم وغير المنظم. يهدف هذا القانون إلى بناء درع واقٍ للفئات العاملة ضدّ المخاطر المحتملة خلال حياتهم المهنية، مُؤمّناً لهم ولأسرهم حياة مستقرة ومُريحة.
تُعتبر الحملة الوطنية للتوعية بالضمان الاجتماعي جزءاً لا يتجزأ من الجهود المبذولة لنشر الوعي حول حقوق وواجبات المواطنين، حيث تهدف إلى تبسيط المعلومات المتعلقة بخدمات القانون، وتشجيع المشاركة الفعّالة فيه كركيزة أساسية في منظومة الحماية الاجتماعية الشاملة. وقد عملت اللجنة على جعل صندوق الضمان الاجتماعي صندوقاً مستقلاً ذاتياً، من خلال دعم حكومي بنسبة 15% من اشتراك كل عامل في القطاع غير المنظم، إضافة إلى تخفيض الاشتراكات على أصحاب العمل في القطاع الرسمي، ساعيةً بذلك إلى تعزيز استقرار بيئة العمل.
كما شدّد السيد عرب على ضرورة تضافر الجهود الحكومية والخاصة لدعم هذا المشروع الوطني الحيوي، معتبراً الحملة نقطة انطلاق نحو نشر الوعي بين جميع العاملين في العراق، ليتمكنوا من الاستفادة الكاملة من هذا القانون الهام.
من جانبه، أكّد وكيل وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، السيد خالد أمجد الصائغ، خلال حفل الإطلاق، على أهمية هذا القانون باعتباره ثمرة جهود مُضنية لتعزيز العدالة الاجتماعية وتوفير حياة كريمة للمواطنين. ووصف القانون رقم 18 لسنة 2023 بأنه نقطة تحول كبيرة في حماية شريحة واسعة من المجتمع، لا يقتصر دوره على تقديم الدعم المالي فحسب، بل يُرسّخ مفهومًا شاملًا للأمان الاجتماعي يشمل جميع الفئات، ويُعزز استقرار الأسر ويُضمن حقوق الأجيال القادمة.
وأشار الصائغ إلى أنّ الحملة ستُسهم في إيصال رسالة القانون إلى كل فرد في المجتمع، مُبرزةً أهمية التسجيل في برامج الضمان، وداعياً كل مواطن للاستثمار في مستقبله ومستقبل أسرته.
وأكد على الدور المحوري للإعلام في نجاح الحملة، معتبراً إياه شريكاً أساسياً في توعية المواطنين بمزايا القانون وأبعاده، من خلال التواصل المباشر، والرسائل الإعلامية الواضحة، والشراكة مع منظمات المجتمع المدني.