انطلاق مجلس البناء الأخضر في العراق: نقلة نوعية نحو الاستدامة
أفاد الوفد العراقي المشارك في مؤتمر الأطراف (COP29) في أذربيجان، اليوم الخميس، عن تأسيس مجلس البناء الأخضر العراقي، تنفيذًا لتوجيهات رئيس مجلس الوزراء. وهذه الخطوة الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز الجهود البيئية والاقتصادية في البلاد.
وأشاد الوكيل الفني لوزارة البيئة، السيد جاسم الفلاحي، بجهود القطاع الخاص في تبني أساليب البناء الصديقة للبيئة، مؤكداً استعداد الوزارة لدعم هذا المشروع الطموح. وأوضح الفلاحي أن هذا الإنجاز يُجسّد التزام العراق بأهداف النمو الأخضر وخطة التنمية الوطنية، مُشيراً إلى الدور المحوري للحكومة في وضع معايير البناء الأخضر بالتعاون مع الجهات الحكومية والقطاع الخاص.
وأكد الفلاحي أن هذه الجهود تهدف إلى تطوير معايير تُقلل من التكلفة البيئية واستهلاك الطاقة، مُحسّنةً بذلك جودة الحياة. وأشار إلى أن البناء الأخضر يُمثل توجهاً عالمياً نحو الاستدامة البيئية، من خلال تصميم وحدات سكنية ومرافق ذات كفاءة عالية في استهلاك الموارد.
وسلط الفلاحي الضوء على ارتفاع استهلاك الطاقة في البناء التقليدي، لا سيما في أنظمة الإضاءة والتكييف وتسخين المياه، مُبرّزاً الحاجة إلى أساليب بناء مبتكرة تُقلل من هذا الاستنزاف. كما أشار إلى أن البناء التقليدي يُسبب استنزافًا للموارد الطبيعية وزيادةً في الانبعاثات الكربونية، مما يُؤدي إلى ارتفاع تكاليف التشغيل والصيانة وتأثيرات سلبية على الصحة العامة.
من جانبه، أكد السيد إبراهيم السوداني، عضو وفد التفاوض العراقي الدائم لقضايا المناخ، أن تأسيس مجلس البناء الأخضر يُصحح مسار عمليات البناء التقليدية، ويُعزز موقف العراق التفاوضي والتزاماته الدولية. كما أشاد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، السيد مامنور رشيد، بهذه الخطوة الاستراتيجية، معتبراً أنها تُجسّد التزام العراق بجعل البيئة ركيزةً أساسيةً في سياساته المستقبلية.
وأشار السيد خالد الجابري، رئيس مؤسسة أصول للتطوير الاقتصادي والتنمية المستدامة، إلى أن هذه الخطوة ستُحدث تغييرًا جوهريًا في قطاع البناء، مُقللةً التكاليف، ومُعززةً الاقتصاد، ومُحدثةً صناعات جديدة.
يُمثل إطلاق مجلس البناء الأخضر علامةً فارقةً في مسيرة العراق نحو التنمية المستدامة، حافظاً على موارده الطبيعية، ومُعززاً اقتصاده الوطني.
