تمكين المرأة العراقية: افتتاح مجلس سيدات أعمال العراق يُبشّر بمستقبل زاهر

انطلقت مبادرة رائدة لتمكين المرأة العراقية ودفع عجلة الاقتصاد الوطني، من خلال افتتاح “مجلس سيدات أعمال العراق”، بمشاركة شخصيات بارزة من عالمَي الاقتصاد والسياسة.

يُعدّ هذا المجلس ركيزة أساسية لدعم وتوجيه النساء الطموحات في بناء مشاريعهن الخاصة، مُجسّداً التزاماً حكومياً وخاصاً بتوفير الفرص اللازمة لنجاح المرأة العراقية ومساهمتها الفعّالة في النمو الاقتصادي.

أشاد رئيس اتحاد الغرف التجارية، عبد الرزاق الزهيري، خلال حفل الافتتاح، بجهود تأسيس المجلس التي استغرقت عامين، مُشدّداً على أهمية تمثيل صورة إيجابية للمرأة العراقية، مشابهة لما هو موجود في الدول المجاورة. وأعرب عن امتنانه للدعم الحكومي المتواصل للقطاع الخاص عبر القوانين والأنظمة، معرباً عن تطلعه لإقرار قوانين جديدة، مثل قانون التجارة رقم 30 وقانون التحكيم، لتعزيز بيئة الاستثمار.

ووصف المجلس بأنه “لوحة فنية رائعة” تُجسّد تميّز المرأة العراقية في مختلف المجالات، من الوزيرة والنائبة إلى المثقفة والرائدة والشاعرة وسيدة الأعمال. وأكّد على أنّ المجلس، بصفته هيئة تأسيسية، عمل على إنشاء مراكز أعمال في الغرف التجارية في مختلف المحافظات، وستُجرى انتخابات شفافة لاحقاً لاختيار أعضاء المجلس من مختلف أنحاء العراق. ودعا الزهيري النواب وممثلي الحكومة إلى دعم المجلس، مُشيراً إلى الامتيازات المُقدّمة لسيدات الأعمال، مثل تسهيل إجراءات العمل والحصول على القروض.

من جانبه، أكد رئيس لجنة الاستثمار والتنمية النيابية، حسنين الخفاجي، أهمية هذه الخطوة في دعم دور المرأة في الاقتصاد الوطني، وخلق بيئة مثالية للابتكار والنمو الاقتصادي المستدام. ووصف تمكين المرأة في قطاع الأعمال بأنه ليس هدفاً بل استراتيجية ضرورية.

وأشار إلى أنّ مشاركة المرأة في الاقتصاد تُعدّ ركيزة أساسية لتطوير المجتمع وزيادة القدرة التنافسية على الصعيدين المحلي والدولي. كما بيّن أنّ المجلس سيوفر منصةً للتواصل وتبادل الخبرات بين سيدات الأعمال، وسيكون حاضنةً قوية للمشاريع النسائية والمبادرات الإبداعية. وأكّد على التزام اللجنة بتقديم الدعم الكامل للمجلس، وتذليل العقبات أمام سيدات الأعمال، وتوفير بيئة تشريعية محفزة للاستثمار، خاصةً للمشاريع التي تقودها النساء، لضمان نموها واستدامتها.

بدورها، أبرزت رئيسة مجلس سيدات أعمال العراق، شذى الزهيري، تميّز المرأة العراقية بإرثها الحضاري العريق، ودورها المهم في الاقتصاد العراقي، حتى وإن كان ذلك ضمن نطاق الأسرة. وأشارت إلى تراجع دور المرأة خلال العقود الأربعة الماضية بسبب الحروب والصراعات، لكنها أكدت على قدرتها المذهلة على التكيّف وحلّ المشكلات.

وذكرت أنّ العمل بالنسبة للمرأة ليس مجرد مصدر دخل، بل هو تعبير عن ذاتها وقيمها، مُشدّدةً على أنّ العمل يُعزّز مكانتها الاجتماعية. وأكدت أنّ كل امرأة عراقية تمتلك مهارة قابلة للتحويل إلى عمل مُدرّ للدخل، مُشيرةً إلى أنّ تأسيس المجلس جاء بالتعاون مع اتحاد الغرف التجارية لمساعدة النساء على تحقيق طموحاتهن.

وتحدثت عن المسيرة الطويلة التي استغرقت عامين لتأسيس المجلس، حيث واجهت خلالها تحديات جمة، أبرزها إقناع النساء بالانضمام للمجلس. وأشارت إلى أن المرأة العراقية، بسبب الظروف التي مرت بها البلاد، لا تسعى للظهور الإعلامي، بل تحتاج إلى بيئة آمنة ومجتمع مستقر لكي تُزهر مواهبها وتُحقق طموحاتها. فالأمان، في نظرها، هو الركيزة الأساسية لنجاح أي عمل، وهو ما يفتقر إليه الكثير من النساء في سياق واقعهن.

ثمّ تطرقت إلى التحول الذي شهده المشهد بعد أن وفرت الحكومة الدعم والأمان للمرأة والشباب. فقد لاحظت زيادة ملحوظة في عدد السيدات المنضمات للمجلس، مُشيرةً إلى أن باب الانتساب ما زال مُفتوحاً، بل سيتم إطلاق استمارات جديدة لتشجيع المزيد من النساء على المشاركة.

وتابعت شرحها للرؤية التي بُني عليها المجلس، فقد أكدت على حرص الهيئة التأسيسية على اختيار سيدات يمتلكن خبرة عملية واسعة في السوق، لتوفير بيئة عمل داعمة لجميع النساء، سواء كنّ رائدات أعمال أو طالبات أو حتى ربات بيوت يرغبن في بدء مشاريعهن الخاصة. فالمجلس، في نظرها، ليس مجرد منصة، بل هو بيئة حاضنة للتطوير والتنمية.

ولم تغفل السيدة الزهيري عن التحديات التعليمية التي تواجه النساء في مجال ريادة الأعمال، فقد أشارت إلى غياب البرامج التدريبية المُتخصصة في الجامعات والمؤسسات التعليمية، مُؤكدةً على أن المجلس يُولي اهتماماً خاصاً بتقديم الدعم والتوجيه لهذه الفئة، مع تركيز خاص على ربات البيوت والطالبات، اللواتي يحتجن إلى دعم مُكثف في بداية مسيرتهن.

وأخيراً، اختتمت حديثها بالتأكيد على أن المبادرة واجهت تحديات كبيرة في بدايتها، حتى من داخل الاتحاد نفسه، لكنّ التزايد المُستمر في أعداد المنضمات يُشكل دليلاً على نجاح المبادرة ويُبعث التفاؤل بالمستقبل، مُعربةً عن أملها في الاستمرار في دعم المرأة العراقية وتمكينها اقتصادياً.