تعزيز الشراكة: العراق وإسبانيا نحو آفاق اقتصادية جديدة
تشهد العلاقات بين العراق وإسبانيا زخمًا متزايدًا، مدفوعةً برغبة مشتركة في تعزيز التعاون الاقتصادي وبناء مستقبل مشرق لكلا البلدين. أكدت سعادة السفيرة الإسبانية لدى العراق، اليثيا ريكو، اليوم الاثنين، خلال مؤتمر صحفي، التزام بلادها بتعزيز أواصر الصداقة والتعاون مع العراق، مع التركيز على دعم جهود إعادة إعمار البنى التحتية.
وصفت السفيرة اللجنة العراقية الإسبانية المشتركة بأنها حجر الزاوية في تعزيز التعاون الثنائي، مؤكدةً على التزام الحكومة الإسبانية بالعمل جنبًا إلى جنب مع نظيرتها العراقية لتحقيق أهداف مشتركة.
أشارت السفيرة ريكو إلى سعي إسبانيا الحثيث لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع العراق، والمساهمة الفعّالة في إعادة بناء البنى التحتية، بما يعيد للعراق مكانته الريادية في المنطقة. كما شددت على عمق العلاقات التاريخية التي تربط البلدين، والتي تمتد عبر عقود طويلة من التفاعل والتبادل الثقافي. وأثنت السفيرة على دور رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، وعلى زيارته لإسبانيا، معربةً عن أملها في المزيد من الزيارات الرفيعة المستوى لتعزيز التعاون الثنائي. ودعت السفيرة المؤسسات والشركات الإسبانية إلى اغتنام الفرص المتاحة للاستثمار في العراق، والمساهمة في تنمية اقتصاده.
من جانبها، أبرزت السيدة اليسا فاريلا، مدير عام التجارة الدولية والاستثمار في إسبانيا، خلال أعمال الدورة الثالثة عشرة للجنة العراقية الإسبانية المشتركة، أهمية هذه اللجنة كمنصة مثالية لتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين. وأشارت إلى أن العلاقات الثنائية تمر بمرحلة مهمة، مشيرةً إلى تصريحات وزير النقل العراقي التي تؤكد على تقوية العلاقات بين البلدين منذ العام الماضي، وذلك بفضل الزيارة التي قام بها رئيس الوزراء العراقي إلى إسبانيا.
أكدت فاريلا على تاريخ العلاقات الطويل بين البلدين، مشيرةً إلى أن العراق هو البلد الوحيد الذي عقدت معه إسبانيا ثلاثة عشر اجتماعًا للجنة المشتركة، مما يعكس قوة العلاقات والتعاون الاقتصادي بينهما. كما أشارت إلى الآفاق الواعدة لتوسيع نطاق عمل اللجنة، وتحقيق نتائج ملموسة من خلال مذكرات التفاهم المقترحة. كما أعربت عن شكرها للسفير العراقي في إسبانيا لدوره في تعزيز العلاقات بين البلدين.
وقدمت فاريلا اعتذار سكرتارية المؤتمر التجاري الإسباني عن عدم حضورها إلى العراق، نظرًا لالتزامها بمهمة في اجتماعات الاتحاد الأوروبي التجارية مع أمريكا اللاتينية في البرازيل. وأوضحت أن هذه الاجتماعات ذات أهمية بالغة لإسبانيا، باعتبارها تمثل الاتحاد الأوروبي في هذه المحادثات. كما وجهت دعوة لحضور اجتماع في إسبانيا يتزامن مع زيارة رئيس الوزراء العراقي، حيث سيقود الوفد العراقي في لقائه مع رئيس الوزراء الإسباني.
أشارت فاريلا إلى أن إسبانيا تحتل المرتبة الرابعة في الاقتصاد الأوروبي، وأن نموها الاقتصادي يشترك مع العراق في العديد من الجوانب، خاصةً في القطاع الزراعي، وأهمية المياه، وتنوع مصادر الطاقة، والتنمية المستدامة. كما أبرزت أهمية البنية التحتية للنقل، وخاصةً السكك الحديدية، في تعزيز التعاون بين البلدين، مع إمكانية نقل التكنولوجيا الإسبانية في هذا المجال إلى العراق.
وأكدت فاريلا على أهمية بناء القواعد الأساسية وتطويرها من خلال اجتماعات اللجنة المشتركة، مع التركيز على التعاون الإنمائي، وزيادة أنشطة الصناعة العراقية، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في كلا البلدين، من خلال الغرف التجارية. كما شددت على أهمية تزويد الشركات الإسبانية بالمعلومات اللازمة عن الفرص الاستثمارية في العراق. وختمت فاريلا بتأكيد رغبة إسبانيا في أن تكون شريكًا موثوقًا للعراق في مسيرته نحو مستقبل مزدهر.