مهرجان النجف يُبرز مواهب المكفوفين ويدعم اندماجهم في المجتمع

مهرجان النجف يُبرز مواهب المكفوفين ويدعم اندماجهم في المجتمع

في احتفالٍ رائعٍ بتضامنٍ إنسانيٍّ عميق، احتضنت مدينة النجف الأشرف مهرجاناً مميزاً للمكفوفين، تزامنًا مع اليوم العالمي للمكفوفين. كان هذا المهرجان بمثابة شهادةٍ على الإرادة والتحدي، وعلى التزامٍ حكوميٍّ وشعبيٍّ بدعم هذه الفئة العزيزة من المجتمع.

جسد المهرجان، الذي أقيم يوم الخميس، روح التعاون والتكاتف، حيث أظهرت الحكومة العراقية، ممثلةً برئيس الوزراء محمد شياع السوداني، التزاماً راسخاً بدعم ذوي الإعاقة، مؤكدةً على ضرورة توفير حياة كريمة وآمنة لهم. وقد تجلى هذا الالتزام من خلال مبادراتٍ حكوميةٍ متعددة، تشمل الرعاية الاجتماعية ومنح راتب المعين المتفرغ، بالإضافة إلى برامجٍ تهدف إلى تحسين ظروفهم المعيشية ودمجهم في المجتمع بشكلٍ كامل.

لم يقتصر المهرجان على الدعم الحكومي، بل امتد ليشمل جهود مؤسسات المجتمع المدني، مثل مؤسسة التمار الخيرية، التي سعت من خلال المهرجان إلى تعزيز استخدام العصا البيضاء كأداةٍ أساسيةٍ لتمكين المكفوفين من التنقل بحريةٍ واستقلاليةٍ. وقد أبرز المهرجان دور هذه الأداة في تسهيل حركة المكفوفين، ورفع مستوى وعي المجتمع بأهميتها.

شهد المهرجان عرضاً مسرحياً مميزاً قدمته فرقة “أنوار الأمل” للمكفوفين، حيث قدمت مسرحية “قاضي قهرستان” التي تناولت قضايا الفساد وتأثيره على المجتمع وحقوق الأفراد. وقد أظهر هذا العرض قدرة المكفوفين على التعبير عن أنفسهم وإبراز مواهبهم الفنية، مُجسّدين بذلك دورهم الفعال في المجتمع.

أكد حيدر الكعبي، رئيس قسم المكفوفين في النجف الأشرف، على الجهد الكبير الذي بذل في إعداد العرض المسرحي، مشيراً إلى أن العمل استغرق وقتاً وجهداً كبيرين لضمان ظهوره بشكلٍ لائقٍ أمام الجمهور، مُبرزاً بذلك دور المكفوفين كأفرادٍ فاعلين في المجتمع.

كان مهرجان المكفوفين في النجف الأشرف أكثر من مجرد احتفال، بل كان رسالةً واضحةً على التزامٍ حكوميٍّ وشعبيٍّ بدعم هذه الفئة المهمة من المجتمع، وإيماناً بقدرتهم على الإبداع والإنجاز، وتأكيداً على أهمية دمجهم الكامل في الحياة العامة.

إغلاق