تايوان تغلق أبوابها استعداداً لإعصار كراثون القوي
في مواجهة إعصار كراثون، أغلقت تايوان مدارسها ومكاتبها يوم الخميس، للمرة الثانية على التوالي. فقد سبق وصول الإعصار وقوع خسائر بشرية، حيث أودى بحياة شخصين وأصاب أكثر من مئة آخرين.
وتُشير بيانات مصلحة الأرصاد الجوية التايوانية إلى أن الإعصار، الذي يُرافقه رياح عاتية تصل سرعتها إلى 126 كيلومتراً في الساعة، كان يقع عند الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت غرينتش على بُعد أربعين كيلومتراً جنوب غرب مدينة كاوسيونغ، الواقعة في جنوب الجزيرة. وتُشير التوقعات إلى أن عين الإعصار ستصل إلى اليابسة عند منتصف النهار تقريباً، مُهدداً بذلك ثلاث مدن رئيسية في جنوب تايوان: تاينان، كاوسيونغ، وبينغتونغ.
وفي ظل هذا الخطر المُحدق، دعت السلطات التايوانية سكان مدينة كاوسيونغ الساحلية، تحديداً، إلى اتخاذ كافة التدابير الاحترازية اللازمة، والاحتماء في أماكن آمنة، تحسباً لأي طارئ. وقد بادرت السلطات أيضاً بتوزيع أكياس الرمل ومعدات تصريف المياه على السكان، بهدف مساعدتهم على مواجهة الفيضانات المحتملة التي قد تنتج عن الأمطار الغزيرة المصاحبة للإعصار.
وتُعتبر هذه التحذيرات المُشددة مُبررة في ضوء تجربة تايوان المُرة مع إعصار غايمي في شهر يوليو الماضي، والذي يُعدّ الأقوى الذي يضرب الجزيرة منذ ثماني سنوات. فقد تسبب غايمي بفيضانات واسعة النطاق، وأسفر عن مقتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص في تايوان، بالإضافة إلى عشرات القتلى في الصين والفلبين، نتيجة الأمطار الغزيرة والرياح العاتية.
وتُضيف هذه الأحداث الأخيرة إلى سلسلة من الأحداث المناخية المُتطرفة التي تُعاني منها المنطقة، حيث تشهد زيادة ملحوظة في عدد الأعاصير وشدتها خلال هذه الفترة من السنة. وقد أظهرت دراسات علمية حديثة أن التغير المناخي يُسهم بشكل كبير في تفاقم هذه الظاهرة، مُؤدياً إلى تشكل الأعاصير على مسافة أقرب من السواحل، وزيادة سرعتها وقوتها، واستمرارها لفترة أطول بعد وصولها إلى اليابسة.