القطاع الخاص: محرك رئيسي لتحقيق التنمية المستدامة في العاصمة العراقية
في إطار الجهود الرامية إلى تحقيق التنمية المستدامة في العاصمة بغداد، شدد محافظ بغداد عبد المطلب العلوي، اليوم السبت، على الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع الخاص في صياغة السياسات واتخاذ القرارات الاستراتيجية التي تؤثر على مستقبل المحافظة. وأكد العلوي أن مشاركة القطاع الخاص في مسار التنمية لم تعد مجرد خيار، بل أصبحت ركيزة أساسية لدفع عجلة التطوير والازدهار، ما يسهم في تحسين جودة الحياة لسكان العاصمة ويوفر حلولاً عملية لتلبية احتياجاتهم المتزايدة.
العلوي، في كلمته التي ألقاها خلال فعاليات الملتقى الوطني الأول للقطاع الخاص، الذي نظمته دائرة تطوير القطاع الخاص في وزارة التجارة، سلط الضوء على الأهمية الكبرى التي يوليها الدستور العراقي لهذا القطاع. فقد أكد أن المادة 25 من الدستور نصت بوضوح على ضرورة أن تكفل الدولة تطوير وتنمية القطاع الخاص، باعتباره شريكًا لا غنى عنه في تحقيق الأهداف التنموية على مستوى البلاد. وأشار إلى أن هذه الرؤية الدستورية تُترجم على أرض الواقع من خلال تنظيم العديد من المؤتمرات والملتقيات الوطنية، والتي تعمل على صياغة استراتيجيات واضحة لتفعيل دور القطاع الخاص وتطويره ليكون محركًا رئيسيًا في دفع عجلة التنمية المستدامة.
وأوضح العلوي أن القطاع الخاص لا يعد فقط شريكًا اقتصاديًا فاعلًا، بل يمثل عنصرًا أساسيًا في ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان بغداد، خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه العاصمة في مختلف المجالات. وأكد أن بناء قطاع خاص قوي وفاعل قادر على تحمل المسؤولية والمساهمة بشكل فعّال في تحقيق التنمية المتكاملة سيساعد بشكل كبير في تعزيز قدرة الحكومة على تلبية احتياجات المواطنين وتوفير الخدمات المطلوبة بجودة وكفاءة عالية.
وأشار العلوي إلى أن الملتقى الوطني الأول للقطاع الخاص، إضافة إلى الملتقيات السابقة التي ناقشت دور القطاع الخاص، هي خطوات هامة نحو معالجة القضايا المعقدة التي يواجهها هذا القطاع. وأوضح أن هذه الملتقيات تهدف إلى وضع سياسات واضحة تسلط الضوء على المشكلات التي يعاني منها القطاع الخاص وتحدد الحلول المناسبة لمعالجتها، فضلاً عن تقديم خيارات استراتيجية تساهم في تعزيز دوره كمحرك رئيسي للتنمية المستدامة في بغداد وفي مختلف أنحاء العراق.
من جانب آخر، أكد العلوي أن تفعيل دور القطاع الخاص لا يمكن أن يتحقق دون تعاون حقيقي بين الحكومة والقطاع الخاص. هذا التعاون، وفقًا للعلوي، ليس فقط مطلوبًا لمعالجة القضايا الاقتصادية، بل هو ضرورة لضمان تحقيق استدامة التنمية على المدى الطويل. وأكد أن الحكومة تبذل جهودًا كبيرة لضمان تذليل العقبات التي تعترض طريق هذا القطاع، وأنها مستعدة لتقديم كل ما يلزم لتعزيز دوره في تحقيق الأهداف التنموية التي تصب في مصلحة سكان بغداد.
في ختام حديثه، أعرب العلوي عن التزام محافظة بغداد بدعم جهود التنمية المستدامة، مشيرًا إلى الجهود الكبيرة التي تم بذلها منذ توليه مسؤولية المحافظة. كما أشار إلى الاجتماعات العديدة التي عقدها مع الشركات والمقاولين العاملين في مشاريع إعادة الإعمار والبنية التحتية. وخلال هذه الاجتماعات، شدد العلوي على أن المحافظة تعتبر هؤلاء المقاولين شركاء أساسيين في عملية التنمية، وأن المحافظة مستعدة لتقديم كافة أشكال الدعم لتذليل العقبات التي قد تواجههم، مشددًا على أن هذا التعاون بين المحافظة والقطاع الخاص يعد الأساس لتحقيق نهضة عمرانية واقتصادية شاملة تسهم في تحقيق رؤية مستقبلية طموحة للعاصمة بغداد.