العراق واليونسكو: شراكة لحماية الإرث الثقافي في العصر الرقمي

العراق واليونسكو: شراكة لحماية الإرث الثقافي في العصر الرقمي

في خطوةٍ تعكس التزام العراق بحماية إرثه الثقافي الغني، شدد أسعد تركي سواري، سفير العراق في اليونسكو، على الأهمية البالغة لمشروع رقمنة التراث البغدادي، داعياً إلى الاستفادة القصوى من برامج الذكاء الاصطناعي والأتمتة، بالإضافة إلى البرامج الدولية التي تقودها اليونسكو في هذا المجال.

يأتي هذا التأكيد ضمن جهود السفير المتواصلة لتعزيز ودعم التراث الثقافي والوثائقي العراقي، وفتح آفاق جديدة للتعاون مع المنظمة بما يخدم المصالح الثقافية للعراق ويعزز حضوره على الساحة الدولية.

منذ توليه مهامه مؤخراً في باريس كممثل للعراق وعضو في المجلس التنفيذي لليونسكو – وهي سابقة تاريخية للعراق – بادر السفير سواري بتقديم طلباتٍ هامة للمجلس، تهدف إلى تسريع استعادة العراق للامتيازات التي فقدها سابقاً. وقد انخرط في سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع سفراء البعثات الدولية في اليونسكو وكبار مسؤولي المنظمة، تناولت قضايا جوهرية، أبرزها حماية التراث الثقافي وتوثيق الإرث التاريخي للعراق، إلى جانب مناقشة مواضيع حيوية أخرى كاستخدام الذكاء الاصطناعي، وحرية التعبير، وحماية حقوق العلماء وفقاً للاتفاقيات الدولية، بالإضافة إلى ملفات التربية والتعليم، وبناء شراكات استراتيجية مع الدول الأعضاء.

وأوضح السفير أن حماية التراث الوثائقي والثقافي، وإدراج المواقع التاريخية المتعددة والمتنوعة التي يزخر بها العراق على لائحة التراث العالمي، يُمثلان هدفاً رئيسياً للبعثة العراقية في اليونسكو. وشدد على أهمية مشروع رقمنة التراث البغدادي، الذي يسعى إلى تحويل الوثائق الثقافية والتراثية إلى صيغ رقمية حديثة، بهدف حفظها وصونها للأجيال القادمة باستخدام أحدث تقنيات الحفظ الرقمي.

كما طرح السفير سواري أهمية التعاون الدولي مع الدول الأعضاء في اليونسكو لتوثيق جرائم داعش في العراق ضمن سجل ذاكرة العالم، مُشيراً إلى التحديات الجمة التي تواجه العراق في الحفاظ على تراثه الثقافي في ظل المتغيرات العالمية الراهنة.

وشهدت الأشهر القليلة الماضية جهوداً تنسيقية متواصلة عبر اجتماعات ثنائية وجماعية بين السفير العراقي وعدد من سفراء الدول الأخرى لدى اليونسكو، بهدف مناقشة برامج التعاون المشترك في مجالات الثقافة والتعليم والاتصال والمعلومات والعلوم. وتأتي هذه الجهود في انسجام تام مع أهداف اليونسكو في تعزيز السلام العالمي من خلال التعاون الدولي، مع مراعاة توجهات السياسة الحكومية العراقية.

يُذكر أن هذه النشاطات تُمثل جزءاً من اهتمام العراق المتزايد باستعادة دوره الثقافي الريادي على المستوى الدولي، من خلال التركيز على تطوير بنية تحتية متينة لحماية التراث العراقي والتعريف به عالمياً.

إغلاق