العراق والصين يعززان التعاون لمكافحة الفساد وتطوير العلاقات الاقتصادية

العراق والصين يعززان التعاون لمكافحة الفساد وتطوير العلاقات الاقتصادية

في خطوة مهمة لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة الفساد وضمان بيئة استثمارية آمنة وشفافة، أعلنت هيئة النزاهة الاتحادية العراقية، اليوم الأربعاء، عن توقيع مذكرة تفاهم مع اللجنة الوطنية للرقابة الصينية. يأتي هذا الاتفاق ضمن استراتيجية الحكومة العراقية لمكافحة الفساد كأولوية قصوى، من أجل تحسين المناخ الاستثماري وحماية ممتلكات الدولة من الفساد والتجاوزات. ويُنظر إلى هذا التعاون على أنه جزء من جهود أوسع لتعزيز الشفافية وحماية الاستثمارات الأجنبية، خاصة في ظل العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين العراق والصين.

وفي هذا السياق، أكد رئيس هيئة النزاهة، القاضي حيدر حنون، على أن مكافحة الفساد تتطلب دعمًا وتنسيقًا بين الأجهزة الرقابية من أجل تنظيف المؤسسات العراقية من “أدران الفساد”. وأشار إلى أن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وضعت محاربة الفساد في مقدمة أولوياتها، لكونه يمثل واحدًا من أخطر العوامل الطاردة للاستثمار في البلاد.

وأشار حنون خلال حفل توقيع مذكرة التفاهم بين هيئة النزاهة العراقية واللجنة الوطنية للرقابة الصينية، إلى أن إبرام هذه المذكرات مع الصين يأتي في وقت حرج يحتاج فيه العراق إلى حماية الاستثمارات الأجنبية في القطاعات الحيوية التي تعمل بها الشركات الصينية. كما شدد على ضرورة وجود بيئة استثمارية آمنة خالية من الفساد لضمان استمرار عمل الشركات الصينية في العراق، معتبراً أن هذه الشركات تحتاج إلى مناخ نظيف بعيد عن الابتزاز والرشوة.

وأوضح حنون أن الهيئة تستفيد بشكل كبير من خبرات اللجنة الصينية في مجال مكافحة الفساد وتعزيز قدرات موظفيها، إلى جانب دعم جهود العراق للتحول الرقمي في المؤسسات الحكومية عبر تدريب ملاكات الأجهزة الرقابية وتطوير مهاراتهم في هذا المجال الحيوي. كما أشار إلى أهمية التعاون الدولي وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، خصوصًا فيما يتعلق باسترداد الأموال المنهوبة وتسليم المطلوبين المتورطين في قضايا الفساد العابرة للحدود.

من جانبه، أشاد نائب رئيس اللجنة الوطنية للرقابة الصينية، فو كوي، بالعلاقات الاستراتيجية المتنامية بين العراق والصين، مؤكداً على أهمية التعاون في إطار مبادرة “الحزام والطريق” وتوفير بيئة عمل شفافة ونظيفة للشركات المستثمرة. وأكد كوي أن الصين تلتزم بتعميق مستوى التعاون والشراكة مع العراق في كافة المجالات، خاصة في مجال مكافحة الفساد، بما يتماشى مع التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الرئيس الصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

وأشار فو كوي إلى أن الصين تولي أهمية كبيرة لتطبيق مبادئ النزاهة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، مؤكداً استعداد اللجنة الوطنية للرقابة الصينية لتقديم الدعم اللازم لهيئة النزاهة العراقية من خلال تبادل المعلومات والخبرات وتدريب الكوادر العراقية. وأعرب عن أمله في أن يسهم هذا التعاون في تعزيز الجهود الرامية لمكافحة الفساد ومنع الفاسدين من استغلال أي ثغرات للتهرب من العدالة، سواء داخل العراق أو خارجه.

وأكد نائب اللجنة الصينية أن التعاون بين البلدين سيمكنهما من التصدي بشكل أفضل لآفة الفساد العابرة للحدود، مما يتيح تعزيز الاستثمارات الأجنبية في العراق وحماية الأموال العامة من الهدر. كما دعا الجانب العراقي للاستفادة من البرامج الدراسية والتدريبية المتاحة في الصين في مجال مكافحة الفساد، وذلك لتعزيز قدرات الأجهزة الرقابية العراقية.

وتهدف مذكرة التفاهم التي تم توقيعها إلى تعزيز التعاون بين العراق والصين في مجال النزاهة ومكافحة الفساد، وذلك من خلال تبادل المعلومات والخبرات الأكاديمية والتشريعية، إضافة إلى بناء القدرات عبر عقد ورش العمل والمحاضرات التدريبية المشتركة. وتشمل المذكرة أيضًا تعزيز التعاون في تنفيذ العمليات القضائية المتعلقة بملاحقة المطلوبين بتهم الفساد واسترداد الأصول المسروقة عبر الحدود الوطنية، بما يتوافق مع التشريعات الوطنية لكلا البلدين.

وأكد البيان الصادر عن هيئة النزاهة أن مذكرة التفاهم تهدف إلى توحيد الجهود لبناء بيئة نزيهة في إطار مبادرة “الحزام والطريق”، وتعزيز التعاون في مجال التنفيذ القضائي عبر توفير المعلومات والمساعدة في قضايا الفساد العابرة للحدود. كما تهدف المذكرة إلى توسيع نطاق التعاون وتنسيق المواقف بين البلدين في المحافل الدولية، خاصة في إطار اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد.

إغلاق