محمد البريكي: الحراك الثقافي في العراق يحمل تاريخًا من الجمال والدهشة
في حديث شعري مُفعم بالتقدير والثناء، أعرب الشاعر الإماراتي محمد البريكي، مدير بيت الشعر في الشارقة، اليوم الجمعة، عن انبهاره بالحراك الأدبي والشعري الذي تشهده المدن العراقية، مُشيرًا إلى الديناميكية الكبيرة التي تطغى على المهرجانات والفعاليات الثقافية المنتشرة في العراق.
وخلال مشاركته في مجموعة من الأنشطة الثقافية، عبر البريكي عن إعجابه الخاص ببغداد، واصفًا إياها بأنها “قصيدة محلقة” تعبر حدود الجسور والبنايات والأشجار، لتُجسِّد الروح الإنسانية للعراقيين الذين يغمرون الزوار بكرمهم ويفتحون الأبواب بابتسامات تطمئن القلوب.
واستمر البريكي في وصف بغداد بحماسة، قائلًا إنها تُعطي الصباح العراقي نكهته الخاصة بما يحمله من رموز كـ”القيمر والكاهي”، اللذان يمنحان كل صباح روحًا فريدة. وأضاف أن “بغداد هي الدعوة المفتوحة على طبق من المسكوف، ودجلة التي تُراقص المشاعر بأمواجها الهادئة، مما يجعل الزمن وكأنه راقصة باليه تتمايل برقة”. كما استشهد البريكي بشعره ليُعبر عن علاقته العميقة بالمدينة، قائلاً: “ومن لم تكن بغداد أُماً لشعرهِ فكيفَ على هذي البسيطةِ قد نَزَل”.
وأثناء زيارته للعراق، التقى البريكي بالأصدقاء والشعراء المحليين، مُشاركًا في “مهرجان الحلة الثقافي” الذي أقيم في مدينة بابل، حيث ألقى مجموعة من قصائده التي تناولت قضايا إنسانية بعمق. وقد عبر عن إعجابه بالجمهور العراقي الذي وصفه بكونه “يمتلك ذائقة شعرية عالية ورفيعة”، مؤكدًا أن التفاعل الذي حظيت به قصائده يعكس اهتمامًا ثقافيًا وشعريًا مميزًا.
كما شارك البريكي في أمسية شعرية بمنطقة المنصور في بغداد، إلى جانب شعراء إماراتيين بارزين مثل كريم معتوق ونجاة الظاهري وطلال الجنيبي. وشهدت الأمسية تفاعلاً حاراً من الحضور الذي تجاوب مع الكلمات بقوة وحماس، مما أضاف للأمسية نكهة خاصة وعمقاً في التواصل الشعري بين الشاعر والجمهور.
في ختام حديثه، أعرب البريكي عن سعادته بهذا المشهد الثقافي الغني في العراق، مشيرًا إلى أن “الحراك الشعري والأدبي في العراق يمتد بجذور الجمال والدهشة عبر التاريخ”. واختتم قائلاً: “هنيئاً لنا بهذا المشهد الإبداعي الفخم”، مشيدًا بالفعاليات الثقافية التي تُبرز مواهب الشعراء وتُجسد تفاعلهم مع الجمهور العراقي الذواق.