بغداد تحتفي بالثقافة: اختتام معرض الكتاب الدولي بدورته الخامسة والعشرين
في مشهدٍ ثقافيٍ زاهرٍ، اختتمت في العاصمة بغداد، اليوم الأحد، فعاليات الدورة الخامسة والعشرين من معرض بغداد الدولي للكتاب، مُؤكدةً مكانة العراق كمنارةٍ للإشعاع الفكري والمعرفي. وقد انطلقت فعاليات هذا المعرض يوم الخميس الماضي، بمشاركةٍ واسعةٍ من 26 دولة، ليُقدم للجمهور العراقي نافذةً مُشرقةً على عالم الكتب والمعرفة. وقد شهد المعرض إقبالاً جماهيريًا كثيفًا وغير مسبوق، الأمر الذي يُبرز تعطش الشعب العراقي للمعرفة والثقافة، ويعكس نجاح المعرض في تحقيق أهدافه السامية.
وأكد عبد الوهاب الراضي، رئيس اللجنة المنظمة للمعرض، في تصريحٍ له، أن معرض بغداد الدولي للكتاب يُمثل تظاهرةً ثقافيةً كبرى، ورمزًا مُتميزًا في المشهد الثقافي لبغداد. وأشار إلى أن الإقبال الجماهيري اللافت الذي شهده المعرض هذا العام يُجسد الطموح الذي يصبو إليه المنظمون، وهو أن تستفيد جميع شرائح المجتمع العراقي من نتاجات المفكرين والمثقفين من شتى أنحاء العالم.
وأعرب الراضي عن سعادته البالغة بعودة العائلات العراقية إلى احتضان التقاليد الثقافية الأصيلة، من خلال القراءة الورقية، والمواظبة على زيارة المعارض والفعاليات الثقافية. ولفت إلى أن الطفل يتعلم ويتأثر بما يراه من سلوكيات والديه وإخوته، فيكتسب حب القراءة والاطلاع منذ الصغر، وهو ما يضمن تنشئة جيلٍ واعٍ ومُثقف. وأكد أن المعرض حرص على توفير مجموعةٍ متنوعةٍ من الكتب والمنشورات التي تُلائم جميع فئات المجتمع، وتُلبي مختلف الأذواق والاهتمامات.
وأوضح الراضي أن من أهم ما يُميز معرض هذا العام هو توفير كوبوناتٍ مُقدمةٍ من الوزارات والمؤسسات الحكومية، لدعم زيارة المعرض، بالإضافة إلى وجود برنامجٍ ثقافيٍّ غنيٍّ ومُكثفٍ، امتد على مدى عشرة أيام، وتضمن إقامة خمس ندوات ثقافية يوميًا. كما أشار إلى مشاركة نخبةٍ من الأدباء والشعراء والوزراء والكتاب ورجال الدين والأطباء والدبلوماسيين والفنانين العرب، مثل الفنان هاني رمزي، والمفكر والفيلسوف المغربي إدريس هاني، مما أثرى فعاليات المعرض، وأضاف إليه بُعدًا ثقافيًا وفكريًا مُهمًا. كما نوّه بوجود شاشةٍ ذكيةٍ في المعرض تُعرض عليها عناوين الكتب، وتُتيح للزائر البحث عن الكتب المُراد اقتناؤها، وتحديد أماكن تواجدها في أجنحة المعرض المختلفة، مما يُسهل عملية البحث والاختيار.