استراتيجية بيئية جديدة تعزز جهود حماية البيئة في العراق
أطلقت وزارة البيئة العراقية، اليوم الأربعاء، الاستراتيجية الوطنية للبيئة للفترة 2024-2030، في خطوةٍ تُعتبر مفصليّةً في مسيرة حماية البيئة العراقية وتعزيز التنمية المستدامة. وقد أعلن السيد وزير البيئة، نزار ئاميدي، خلال مؤتمرٍ خاصٍّ، عن هذه الاستراتيجية، مُشدّداً على أهميتها في مواجهة التحديات البيئية المُلحة التي تواجه العراق والعالم أجمع.
أشار الوزير إلى تدهور البيئة العالمية، والاتفاق العالمي على وجود مشاكل بيئية حقيقية ناتجة عن التلوث وتغير المناخ وتدهور النظم البيئية، مُؤكداً أن أنشطة الإنسان هي المُسبب الرئيسي لهذه المشاكل من خلال التوسع العمراني على حساب التوازن البيئي. ودعا الوزير دول العالم إلى التعاون من خلال اتفاقيات دولية لإنقاذ بيئة الأرض.
وأوضح الوزير أن العراق، كجزءٍ من العالم، يواجه تحديات بيئية كبيرة ناجمة عن الحروب السابقة والظروف السياسية والاقتصادية التي مرّ بها، مما أدى إلى إهمال العمل البيئي لفترات طويلة. لكن، مع الاستقرار الحالي، أعطت الحكومة الحالية الأولوية للعمل البيئي، ووضعت سياساتٍ للحد من التلوث ومواجهة تغير المناخ، وإعادة تأهيل البيئة.
وتضمنت أهم إجراءات هذه الاستراتيجية إطلاق استراتيجية للحد من التلوث، واستراتيجية للألغام، واستكمال وثائق وسياسات خاصة بتغير المناخ، ودعم الوفد العراقي في المفاوضات الدولية، وتفعيل العمل في الاتفاقيات الكيميائية الدولية، وإنشاء الشركة العامة للاقتصاديات الكربونية. كما أشار الوزير إلى العمل الجاري على رسم سياسات خاصة بالتصحر والتنوع البيولوجي.
تُعتبر هذه الاستراتيجية، وفقاً للوزير، وثيقةً حكوميةً هامةً تُهدف إلى تعزيز جهود حماية البيئة، ودعم مشاريع التحسين البيئي، وتطوير الاقتصاد الوطني. وسيتم تعميمها على جميع القطاعات الحكومية والخاصة لتكون بمثابة دليلٍ في أعمالهم المستقبلية. وقد تم إعدادها بطريقةٍ تعكس التزام العراق بالاتفاقيات الدولية، وتُمثل، إلى جانب استراتيجية الحد من التلوث، خارطة طريقٍ لوزارة البيئة، مع مشاركةٍ فعّالةٍ من الشركاء الوطنيين.
شدّد الوزير على ضرورة التعاون بين الحكومة، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص، لتنفيذ هذه الاستراتيجية بفعالية، و تحقيق أهدافها في الحد من التلوث والحفاظ على البيئة. وأعرب عن شكره لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والخبراء الوطنيين والدوليين، على دعمهم في إعداد هذه الاستراتيجية، معرباً عن ثقته الكبيرة في أن يُمثل تنفيذها خطوةً هامةً نحو بيئة مستدامة في العراق.