آية الله محفوظي في ذمة الله: نبذة عن حياة عالم جليل
رحل آية الله الشيخ عباس محفوظي، أحد كبار علماء حوزة قم، مساء الثلاثاء 10 سبتمبر 2024، عن عمر ناهز 96 عاماً إثر نوبة قلبية أثناء تواجده في المستشفى. نسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته.
نبذة عن حياة آية الله الشيخ عباس محفوظي:
ولد آية الله الشيخ عباس محفوظي الجيلاني (الگيلاني) في 4 شعبان 1347هـ (1927م) في إحدى قرى قضاء رودسر بمحافظة جيلان، في أسرةٍ مؤمنةٍ ملتزمةٍ بأهل البيت عليهم السلام. بدأ دراسته في المدارس النظامية، مُساعداً والده في أعمال الفلاحة، حتى التحق بالحوزة العلمية في رودسر عام 1365هـ، حيث درس عند السيد هادي الروحاني. ثمّ انتقل إلى قم المقدسة لإكمال دراسته، حيث تتلمذ على يد نخبة من كبار العلماء، منهم: الميرزا علي الراسخي، الشيخ حسين زرندي، الشيخ نعمة الله الصالحي، الشيخ علي المشكيني، الشيخ محمد الصدوقي، السيد محمد حسين الدرجئي، السيد محمد البهشتي، الشيخ حسين علي المنتظري، الشيخ عبد الجواد الأصفهاني، الشيخ مرتضى الحائري اليزدي، الشيخ مجاهدي التبريزي، والسيد محمد باقر السلطاني.
ثمّ درس البحث الخارج عند: السيد حسين الطباطبائي البروجردي، السيد روح الله الموسوي الخميني، السيد محمد رضا الكلبايكاني، الشيخ الميرزا هاشم الآملي، السيد محمد المحقق الداماد، والشيخ عباس علي الشاهرودي. وقد كان له حضورٌ مميزٌ في دروس السيد الخميني، كما درس الفلسفة عند الشيخ حسين علي المنتظري والعلامة السيد محمد حسين الطباطبائي. سافر إلى النجف الأشرف طلباً للعلم، لكنه عاد بسبب معارضة أسرته.
بعد ذلك، تولّى آية الله محفوظي تدريس السطوح العالية لسنوات طويلة، ثمّ بدأ بتدريس البحث الخارج قبل أكثر من أربعين عاماً، مستمرّاً حتى وفاته. كما كان مدير لجنة الاستفتاء في مكتب آية الله الشيخ محمد تقي بهجت الفومني رحمه الله.
إسهاماته العلمية والثقافية:
ترك آية الله محفوظي إرثاً علمياً غنياً، شمل التدريس في مختلف المراحل الحوزوية، إلى جانب توليه مناصب مرموقة، كعضوية مجلس الخبراء، والمجلس الأعلى لحوزة قم العلمية، وجمعية مدرسي الحوزة. كما تولى رئاسة هيئة الاستفتاء لدى آية الله بهجت الفومني. وقد ألف العديد من الكتب القيّمة في مختلف المجالات الفقهية، والعقائدية، والأخلاقية، منها: كتاب الخمس، كتاب الحج، كتاب القضاء، “إمام حسين وعاشوراء”، “اندیشههای بنیادین در علم اخلاق”، “تفسیر جزء بیست و هشتم قرآن کریم”، “جوان و اصول عقائد”، و”عرفان و عبادت”، إضافةً إلى كتاب في ولاية الفقيه، ومؤلفات أخرى قيد الطبع.
كان آية الله محفوظي مناضلاً بارزاً ضد النظام البهلوي، وعضواً فعالاً في جمعية مدرسي الحوزة العلمية، حيث ساهم في إصدار بيانات التنديد ضد النظام. تعرض خلال تلك الفترة للاضطهاد، بما في ذلك السجن والنفي، لكنه بقي مخلصاً وداعماً قوياً للإمام الخميني ومن بعده قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي.