مؤتمر يوم الإمام الحسين (ع) في الهند يستضيف العتبة الحسينية المقدسة
أكدت العتبة الحسينية المقدسة اليوم الثلاثاء مشاركتها في مؤتمر يوم الإمام الحسين (عليه السلام) بالهند، مشددةً على ضرورة الإصلاح الشامل لتحقيق العدالة المنشودة.
خلال مشاركته في مؤتمر يوم الإمام الحسين (عليه السلام) بمدينة بنغالور، الهند، بيّن موفد العتبة الحسينية المقدسة، سعد الدين البنّاء، أن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) كانت رداً على الظلم والجور والطغيان الذي مارسه يزيد وأتباعه، والذي شمل غياب العدالة الاجتماعية وانتشار الفساد والمظالم، مُشكّلاً تهديداً خطيراً لجوهر الإسلام. وأكد البنّاء على فهم الإمام الحسين العميق لقيم الإسلام، كالمساواة والعدل والرحمة، منذ نشأته في بيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، مُشدّداً على أن رفضه بيعة يزيد بقوله “مثلي لا يبايع مثله” يُجسّد التزامه الراسخ بمبادئ العدل والحقيقة، ويُمثل إلهامًا دائمًا للمسلمين في كل مكان.
كما شدّد البنّاء على شجاعة الإمام الحسين (عليه السلام) وثباته، مؤكداً أنه لم يعرف الجبن أو اليأس، فقد كان على يقين بأنه سيحقق أمنيته وهي الشهادة في سبيل الله لإحياء دين جده. ووصف نهضة الإمام الحسين بأنها لم تكن انفعالية أو عشوائية، بل كانت نهضة واعية ومدروسة هدفها إصلاح أمة جده النبي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم). ونقل البنّاء عن الإمام الحسين قوله في كربلاء: “إنما خرجتُ لطلب الإصلاح في أمة جدي، لأمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدي رسول الله وأبي أمير المؤمنين”.
وختم البنّاء كلمته بالتأكيد على أن مأساة كربلاء، وتضحيات الإمام الحسين (عليه السلام) تمثل أسمى معاني الشهادة من أجل العدالة الاجتماعية، وكانت بمثابة إيقاظ للأمة وتذكير دائم بأهمية الدفاع عنها. وأوضح أن تحقيق العدالة يتطلب إصلاحاً شاملاً في كافة مناحي الحياة – السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، الثقافية، التربوية، والقانونية – فبدون ذلك، لا يمكن ضمان السعادة والأمن والاستقرار للمجتمع. ورغم استشهاد الإمام الحسين، أكد البنّاء على انتصاره الأخلاقي، حيث هزم الظلم بدمه، محققاً العدالة وإزالاً للطغيان.