التقوى منهج حياة: توجيهاتٌ قيّمةٌ من الشيخ النجفي لخدام العتبة العباسية
جمعَ لقاءٍ روحانيٍّ مميز سماحة المرجع الديني الشيخ بشير النجفي بوفدٍ كريمٍ من خدام العتبة العباسية المقدسة، الذين شاركوا في إحياء ذكرى ولادة الرسول الأعظم (صلوات الله عليه وآله) والإمام جعفر الصادق (عليه السلام) وزيارة الإمام علي (عليه السلام).
وقدّم سماحته خلال هذا اللقاءِ توجيهاتٍ قيّمةً، ركزت على أهميةِ ترسيخِ مبادئِ التقوىِ في نفوسِ الجميع، بدءاً من الفردِ وصولاً إلى المجتمعِ ككل.
أكد سماحته على أهمية أن يتخذ المؤمن من التقوى منهجاً حياتياً شاملاً، معياراً لكل أعماله وأقواله، لا سيما في ظلّ التحديات المعاصرة التي تواجه مجتمعاتنا. وشدد على ضرورة أن تكون التقوى دافعاً أساسياً لكل سلوك، وأن تُطبق في جميع جوانب الحياة، من التعامل مع النفس والآخرين إلى العمل والاجتهاد في سبيل بناء المجتمع. كما شدد على أهمية نقل هذه القيم النبيلة إلى الأجيال الصاعدة، لتكوين جيلٍ متمسكٍ بقيمهِ الإسلامية الأصيلة، قادر على مواجهة التحديات الحالية والمستقبلية.
وأوضح سماحته أن قبول الأعمال الدينية، كالصلاة والصيام وأداء الشعائر الحسينية، يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمستوى تقوى الفرد وإخلاصه لله. فليست مجرد أداءٍ شكليٍّ، بل هي تعبيرٌ عن إيمانٍ عميقٍ، يُترجمُ في سلوكٍ يوميٍّ متّسمٍ بالتقوى والإخلاص. فالتقوى ليست مجرد امتثالٍ للقوانين الدينية، بل هي حالةٌ روحيةٌ تُؤثّر على جميع جوانب حياة المؤمن.
ثم أشار سماحته إلى لقب أمير المؤمنين (عليه السلام) “أمير المتقين”، مُشدّداً على أنّه ليس مجرد لقبٍ، بل هو عنوانٌ يُجسّدُ أعلى درجات التقوى. وأكّد سماحته على ضرورة أن يتحلى كل شيعيٍّ بالتقوى ليُصبح شيعياً حقاً، ليحظى برعاية الإمام وشفاعته في الدنيا والآخرة. فالتقوى هي الطريقُ الأمثلُ للسير على خطى أمير المؤمنين (عليه السلام)، والوصول إلى الكمال الإنساني.
وأوضح سماحته أن أولى خطوات تحقيق التقوى تكمن في محاسبة النفس ومراجعة الأفعال والأقوال، ومقارنتها مع ميزان الحقّ. وعند وجود أيّ خللٍ أو تقصير، فإنّ على الفرد أن يسعى إلى الإصلاح والتوبة والاستغفار، وطلب العفو من الله ومن المظلومين. وهذه المحاسبة الدائمة للنفس هي جوهر التقوى، وأساسُ التطهرِ الروحيّ.
وختم سماحته بتأكيد أهمية الالتزام بالضوابط الشرعية، والسعي للتفقه في الدين، وإكرام الوالدين، وخاصةً الأم التي لها دورٌ بالغٌ الأهمية في تربية الأبناء على العقيدة الإسلامية الصحيحة.